صدقي صبحي !
هو الرجل الذي قال في الإمارات في عز حكم مرسي " لو الشعب احتاجنا سنكون عنده في ثوان " ! لم يتردد بحسابات المنصب والموقع والمرتب الكبير ولا بحسابات النفوذ والوجاهة والتواجد الاجتماعي والسياسي.. ولم يتردد بحسابات إقناع النفس وترضيتها بجمل من عينة " نعطي الفرصه للرئيس الجديد" أو " أنا هنا رئيس أركان ولا استمع إلا لتعليمات القائد الأعلي".. بل قالها الرجل بحسم الرجال وعزم القادة الكبار وهو يعلم أن مخبولا بالقصر الرئاسي وأن موتورا بمكتب الإرشاد !
صدقي صبحي.. الرجل الثاني في المؤسسة العسكرية.. والرجل الثاني في أي مكان هو نقطة ضعف الرجل الأول.. منه المدخل من الشيطان وإليه تكون التلويحات والإشارات بالعصا والجزرة.. وخصوصا الجزرة.. إلا أن الرجل صدق مع ربه.. وصدق مع شعبه.. وصدق مع مؤسسته.. وصدق مع نفسه.. وصدق مع الرجل الأول.. فخاطر بكل شيء.. حتى بالمؤكد.. لمصلحة المحتمل ولا حسابات لديه إلا مصر وشعبها!
صدقي صبحي.. وقد فعل ما فعل.. وهو رئيس الأركان والقوات بيديه.. والأركان أيضا بيديه.. وقد كان على شفا أن يدفع الثمن.. ومع ذلك.. لم يزاحم في الصورة.. ولم يتأفف من ابتعاده قليلا عنها.. بل آثر أن يظل في الغالب من المشهد رجل واحد.. واحد فقط.. يمثل المؤسسة العسكرية المصرية العريقة الشريفة الغالية.. يعبر عن انضباطها والتزامها مؤكدا أن الكل في واحد وعلي قلب رجل واحد ولا مصلحة إلا مصر وشعبها!
صدقي صبحي..ابن مصر.. ابن جيش مصر.. الذي خاطر بكل شيء.. وروحه في المقدمة.. وفي القواعد البشرية أنه عندما يخاطر الرجال من أجل غيرهم فهو اليقين بشرفهم ونبلهم وطهارة سيرتهم.. فلا تحدثني بعدها عن مصالح ومكاسب وارتباط بأمريكا ومغانم من المعونة إلى آخر كلام سيئ المقصد ومشبوه المصدر!
تحية للرجل والذين معه.. وقد ائتمناه اليوم على جيشنا.. واختاره أهل الثقة اليوم ثقة فيه.. ونحن نثق فيه وفيهم !