رئيس التحرير
عصام كامل

كيري يقطع زيارته لإيطاليا في محاولة لإنقاذ محادثات السلام

 وزير الخارجية الأمريكي
وزير الخارجية الأمريكي جون كيري

قطع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري زيارته لإيطاليا يوم الأربعاء لمحاولة إنقاذ محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين حتى بعد إعلان القادة العرب أنهم لن يلبوا مطلب إسرائيل الأساسي بالاعتراف بها دولة يهودية.

ووصل كيري إلى الأردن كي يطلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس الالتزام بتمديد المفاوضات وذلك قبل أيام من الموعد الذي يفترض أن تفرج فيه إسرائيل عن المجموعة الأخيرة من سجناء فلسطينيين في بادرة تهدف لبناء الثقة.

وقبل الإفراج عن السجناء تريد إسرائيل ضمانات بألا ينسحب عباس من المفاوضات التي ترعاها الولايات المتحدة والتي استؤنفت في يوليو تموز بعد توقف دام ثلاثة أعوام. وفي بادئ الأمر جرى الاتفاق على أن يكون الشهر المقبل الموعد المستهدف لإبرام اتفاق سلام. ولكن كيري يحاول الآن الحصول على موافقة الجانبين على إطار لمزيد من المفاوضات.

وقال راديو الجيش الإسرائيلي إن واشنطن عرضت الإفراج عن جوناثان بولارد وهو محلل في البحرية الأمريكية محبوس بتهمة التجسس لصالح إسرائيل منذ الثمانينات إذا أفرجت إسرائيل عن السجناء.. وهو ما من شأنه إبقاء عباس ملتزما بالمفاوضات.
ونفت جين ساكي المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هذه الأنباء قائلة "لا توجد حاليا خطط للإفراج عن جوناثان بولارد."

وبدأ كيري مهمته في عمان حيث التقى والعاهل الأردني الملك عبد الله وهو وسيط آخر في المحادثات. وقال مسئولون أمريكيون إن كيري تحدث هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال رحلته التي استغرقت ثلاث ساعات من روما. ومن المقرر أن يعاود الرجلان الاتصال بعد أن يتناول كيري العشاء مع عباس.
وقالت ساكي إن كيري يريد "تضييق الفجوات بين الجانبين".

وقال نادي الأسير الفلسطيني وهو الجماعة الفلسطينية الرئيسية التي تهتم بشئون الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل إن هناك 30 أسيرا يفترض أن تطلق إسرائيل سراحهم في 29 مارس منهم 14 من عرب إسرائيل.
ولطالما حذر مسئولون أمريكيون من أن الإفراج عن آخر دفعة من السجناء سيكون صعبا ولم تكن هناك تطمينات من الجانب الإسرائيلي بأنه سيتم تنفيذ تلك الخطوة.

ومما زاد من تعقيد مهمة كيري الدبلوماسية التي تستغرق 11 ساعة بيان صدر اليوم الأربعاء عن القادة العرب أفاد بأنهم لن يعترفوا أبدا بإسرائيل دولة يهودية.
واستنكر البيان الذي جاء في ختام قمة عربية في الكويت استمرت يومين استمرار بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة التي يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها.
وأفاد البيان "نحمل إسرائيل المسئولية الكاملة لتعثر عملية السلام واستمرار التوتر في الشرق الأوسط ونعبر عن رفضنا المطلق والقاطع للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية واستمرار الاستيطان وتهويد القدس والاعتداء على مقدساتها الإسلامية والمسيحية وتغيير وضعها الديموغرافي والجغرافي."
وتقول إسرائيل إن رفض الفلسطينيين الاعتراف بها دولة يهودية هو حجر العثرة الرئيسي في طريق محادثات السلام.

وقال مسئول إسرائيلي كبير لرويترز إن رفض عباس "بحث الاعتراف المتبادل بين البلدين متناقض بشكل كبير مع رغبة رئيس الوزراء نتنياهو في الاعتراف بالدولة الفلسطينية ومع تأييده لإمكان طرح كل القضايا الرئيسية في المحادثات."
وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما مرارا رؤيته للسلام المبنية على دولة إسرائيل اليهودية ودولة للفلسطينيين تتعايشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن.

ويقول عباس إن الفلسطينيين اعترفوا بالفعل بحق إسرائيل في الوجود عام 1993. ويخشى الفلسطينيون من أن يؤثر الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية على مطلب عودة اللاجئين الفلسطينيين. واستبعدت إسرائيل القبول بعودة اللاجئين قائلة إنه يجب إعادة توطينهم في الدولة الفلسطينية في المستقبل.
الجريدة الرسمية