"صحيفة بريطانية": السودان "شوكة سامة" في قلوبنا

اهتمت صحيفة "التليجراف" البريطانية بتطورات الوضع في السودان، ونشرت تقريرا تحت عنوان "السودان شوكة سامة في قلوبنا جميعًا".

وأشارت الصحيفة إلى أن الأزمة التي يعيشها سكان جنوب السودان ومواجهتها حرب أهلية بعد ثلاثة سنوات من انفصالها عن جارتها شمال السودان، ونزوح 400 ألف شخص من بينهم 75 ألف أجبروا على الهروب لدول مجاورة.

وتلقى الصحيفة باللوم على عدم الاهتمام للنظر إلى خطوط الصدع في جنوب السودان التي كانت واضحة منذ اللحظة الأولى لولادة دولة جديدة في يوليو عام 2011، وكانت ولادة مريرة غير كاملة لانفصال السودان باعتبار الشمال عربي مسلم والجنوب مسيحي أسود، وتفتت السودان بعدما كانت أكبر دولة أفريقية من حيث المساحة، وتحولت لبوتقة لمعاناة الإنسان.

وترى الصحيفة أن الخلل القاتل في السودان كان تركيز السلطة والثروات في أيدي نخبة صغيرة تتألف من أفراد القبائل الثلاثة في وادي النيل، وإصدار مراسيم سيئة من الخرطوم أن السودان يجب أن تكون أمة عربية مسلمة، وبالتالي نفر الملايين من المواطنين وفشلت فكرة تكوين هوية وطنية مشتركة وانتهت بانفصال جنوب السودان عن شماله وتعرض الجنوب لحرب أهلية.

وأضافت الصحيفة أن الدولة الجديدة في جنوب السودان فشلت في تعلم دروس التاريخ، الذي جعل جنوب السودان في وضع مأساوي، وجلعت نخبة صغيرة في جوبا تحمل السلطة والثروة مما عمل على تغذية الانقسامات العرقية المريرة للحرب الأهلية الجديدة التي بدأت في ديسمبر الماضي.