"قمة" كشفت المعادن والتآمر
اكتسبت القمة العربية في الكويت أهمية خاصة، لانعقادها وسط أجواء عربية وخليجية ملبدة بالخلاف، بعد سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من قطر.. ولم تأت الأهمية من إمكانية تنقية الأجواء وإنهاء الشقاق، لأن إمعان قطر في التآمر، جعل مهمة الكويت مستحيلة. ورغم أن مجموعة من القادة امتنعوا عن الحضور وخفضوا مستوى تمثيل بلدانهم في القمة، اعتراضا على وجود رمز الخيانة وعدم الرغبة في مواجهة حلفاء الصهاينة وداعمي الإرهاب، لكن مع هذا توجهت الأنظار إلى الكويت، لمعرفة ما يقوله أطراف الخلاف في مواجهة الخائن حاكم "دويلة قطر".
لن نتحدث عن كلمة الرئيس عدلي منصور، لأنها في مجملها إيجابية وحملت اقتراحات جديرة بالاحترام والتنفيذ، حيث ثمن مبادرة دول ساندت مصر في المحنة ماديا ومعنويا بـ "وقفة رجال"، مشيرا أيضا إلى أن الشعب لن ينسى من يقف ضد مصر وإرادة شعبها ويدعم الإرهاب ويأوي قادته... طبعا وقع كلمة الرئيس منصور كان واضحا على وجه تميم ابن موزة، لإدراكه بأنه "خنجر مسموم في خاصرة مصر أولا والعرب ثانيا".
كان تميم قد افتتح كلمات القمة باعتبار أن القمة الفائتة أقيمت في "قطع"، وما أن أطل بوجهه الكريه حتى قفزت إلى ذهني قصيدة بليغة أوجزت الحالة القطرية كتبها قبل سنوات الأمير عبدالرحمن بن مساعد يقول فيها: "الجزيرة.. من قديم الوقت تُعْرف.. بالمكان اللي يحيطه ماء.. من كل الجهات.. وفي جديد الوقت دولة.. ما عجبها وضعها وسْط الخريطة.. قالت اتعدّى حدودي.. وأثبت لْغيري وجودي.. في الحياة.. وهكذا نقدر نقول.. إن الجزيرة.. دولة مغمورة صغيرة.. كبْرت وصارت قناة".
كلمة تميم ابن موزة لم تخل من الغمز واللمز تجاه مصر والسعودية على وجه الخصوص، معتقدا أنه يستطيع بالعمالة مناطحة الدول العريقة وأصحاب الحضارة. كلمة ابن موزة لم ترض القادة، اللهم إلا من على شاكلته ممن غاصوا في وحل العمالة والتآمر.. دافع تميم ضمنيا عن "الإخوان" ودعا إلى "الحوار الشامل وعدم إلصاق تهمة الإرهاب بكل من نختلف معه سياسيا".. وكلمة الإفك هذه رد عليها ولي العهد السعودي سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز، داعيا "إلى اقرار موقف عربي موحد وجماعى للتصدى إلى خطر الإرهاب المحدق بالجميع، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمكافحته، محذرا من بروز بعض المنظمات والتجمعات المتطرفة وما تدعيه زورا وبطلانا باسم الإسلام والمسلمين، ينخدع فيه البعض إلى حد أصبحت مصدرا خطيرا على أمن واستقرار البلدان العربية وشعوبها، ووسيلة زرع التفرقة والفتنة".
ولم يغفل الأمير سلمان تهنئة مصر على ما تحقق من إنجاز في خارطة الطريق وإقرار الدستور. وما أن أنهى ولي العهد السعودي كلمته الاستثنائية حتى غادر القمة العربية، رفضا لأسلوب التعامل القطري، وعدم ابداء تميم بادرة للتعاون العربي أو التوقف عن شق الصف.
كما لم يفت رئيس القمة أمير الكويت سمو الشيخ صباح الأحمد أن يرد على ما جاء في كلمة تميم ابن موزة وأبدى أسفا شديدا لعمق "الخلافات العربية التي تهدد الجميع بلا استثناء"، مشيرا إلى التكاتف في مواجهة الإرهاب ومن يدعمه، ثم هنأ مصر على إنجازات خارطة الطريق.
كلمة تميم أثبتت بما لا يدع مجالا للشك، أنه ماض ودويلته في طريق العمالة لأميركا وإسرائيل ولن يغير سياسة التآمر ودعم الخونة و"القبيضة" لتقويض مصر ومن بعدها دول الخليج.. المدعو تميم تجاهل تهنئة مصر على ما تم إنجازه، لأنه دليل على فشله في التآمر، لكنه هنأ شركاء الخيانة ومؤيدي الجماعة الإرهابية، حيث أسهب في تأييد غزة، وهنأ تونس على الدستور، وهنأ السودان على محاولات إقرار السلام وكذلك الصومال وغيرها.
قمة الكويت كشفت الغطاء عن "المتآمرين" بقيادة قطر، كما أثبتت "أصالة معادن" السعودية والكويت والإمارات، وعليه بات لزاما على مصر قطع العلاقات تماما مع دويلة التآمر والخيانة "قطر" مع إمكان التصعيد إن لزم الأمر.