ذكرى قصف مصنع أبو زعبل
بدأت إسرائيل منذ يناير 1970 فى تنفيذ سياسة الحرب النفسية على مصر، فى الوقت الذى كانت فيه العمليات المصرية ضد القوات الإسرائيلية تكبدها خسائر فادحة، وذلك فى معركة "رأس العش"، و"تدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات"، و"تدمير الحفار الإسرائيلى فى داكار"، بدأت إسرائيل سياسة الغارات على أهداف مدنية فى عمق مصر بهدف شن الحرب النفسية وضرب الروح المعنوية للشعب المصرى وإرهابه، بعد أن قال عبد الناصر: "إن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة"، وانتهجت إسرائيل سياسة غارات العمق طيلة ثلاثة أشهر؛ من يناير إلى أبريل 1970، وذلك باستخدام طائرات الفانتوم التى أمدتها بها الولايات المتحدة.
وانتهت عملية ضرب مصنع أبو زعبل وقصفه فى 12 فبراير 1970، وهو مصنع للصناعات المعدنية يضم 1300 عامل مصرى، باستشهاد 70 عاملًا وإصابة سبعين آخرين، واحتراق المصنع بالكامل.
أكد جمال عبد الناصر فى تعليقه على الحادث: إن ما حدث فى أبى زعبل يجسد الصراع بيننا وبين العدو، ويجسد حقائق الصراع، ويجسد معانى الصراع وأهداف الصراع، وما حدث من الكيان الصهيونى وضربه لمصنع أبو زعبل بقنابل النابالم والقنابل الموقوتة لحرق المصنع وتدميره يؤكد أن هذا هو العدو الذى يقابلنا، والذى يتحتم علينا ولا مفر أمامنا من أن نقاتله، وأن ما يمثله من طاقة البناء هو ما نمثله نحن وما يمثله الشعب الطيب الذى يسعى إلى السلام منذ الأزل، أما الصواريخ والنابالم فهو ما تمثله إسرائيل، فهو ما يمثله العدو ومن هم وراء العدو ومن يمدونه بأسلحة الدمار.