لهذه الأسباب.. شكرا لقاضي "الإعدام الجماعي" الجليل!
كان القاضي سعيد يوسف صبري في غني عما هو فيه الآن..تهديدات وإهانات وتجريح وتطاول لم نعرف له في تاريخنا مثيل..وكنا نظن - وليس كل الظن إثما - أن ثمة رشد سيطل من العقلاء عند تناول الأحكام القضائية، لكنها خيبة الأمل حتى في بعض من كنا نظنهم في زمرة الحكماء.. لكن يظل القاضي الجليل سعيد يوسف صبري قاضيا شجاعا..آثر التصدي لقضية شائكة..خاض فيها بروح القاضي الذي لا يعرف إلا العدل..
خاض فيها وهو لا ينسي التنزيل الحكيم الذي يقول " مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا " وقوله: "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا.." والإفساد ثابت أمام القاضي بأدلة اليقين..تصدى القاضي الجليل للقضية المثيرة وهو يدرك تماما حكم القانون في الأحكام الغيابية وهو الحكم بأقصى العقوبة..ويدرك أن الجرائم البشعة للمتهمين ثابتة أمامه وأمام الدنيا صوتا وصورة ودماء وقتلا وتمثيلا وترويعا لم يسبق له في مجتمعنا ولا في مصرنا مثيل..
أدرك أن الأمر لا يحتاج إلى مرافعات ومماطلات وتسويف وهناك أسر ظلمت ورأت ومعها أهلها ومحيطها الإنساني كيف يقتل أبناؤهم وتطاردهم عصابة الشر وتمنع عنهم حتى الإسعاف والإنقاذ من الموت بل وتفتك بمن يحاول إنقاذهم في قسوة بالغة وفظاظة لم يعرفها شعبنا من قبل..!!
أدرك القاضي الجليل أنها عصبة الشر التي تحارب المصريين كافة حتى بمن لم يؤذ منهم..ويجب أن يواجههم المجتمع بمنطقهم وسلوكهم أيضا كافة لا استثناء لأحد منهم..أدرك القاضي الجليل - بل وهو أول من يعرف ويدرك ويعلم - أن محكمة " النقض " ستلغي حكمه لا محالة..لكنه أرادها صرخة مدوية ضد المجرمين وما اقترفوه بأياديهم الآثمة الملطخة بدماء الأبرياء في أسوأ مشهد استقواء لبلطجية في العالم ضد بني آدمين حرم الله حتى ترويعهم..مجرد ترويعهم.
جاء الحكم ليعيد مشاهد التتار الجدد إلى ذاكرة الناس والتاريخ..والأهم: جاء حكم القاضي الجليل صرخة ضد المرتعشين والجبناء والخائفين..وأراد لحكمه أن يدوي في العلا ليمحو أي أثر يقول أن في القضاء المصري الشريف متراجعا ومتهربا من المسئولية حتى تحت ستار " التنحي عن نظر القضايا واستشعار الحرج "..
شكرا يا قاضينا الجليل الشجاع..وصلت الرسائل كلها.