رئيس التحرير
عصام كامل

زواج سري وثان وغير متكافئ.. تنازلات البنات من أجل الأمومة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الزواج وتكوين أسرة وإنجاب الأطفال هو حلم كل فتاة، ويبدأ هذا الحلم بالعثور على فارس الأحلام، الذي تتمنى أن تعيش معه الفتاة أجمل سنوات عمرها، وتنتهي قصة حبهما بالزواج.


ولكن عندما تمر السنين عاما بعد عام، دون أن يظهر فارس الأحلام، تبدأ أحلام الفتاة حول الحب في التلاشي، وتتركز أحلامها في الزواج، وكلما مر بها العمر دون زواج تصاب بالإحباط، وبالخوف من شبح العنوسة، وتبدأ في التفكير في أمر واحد فقط، وهو اللحاق بقطار الزواج قبل أن تضيع فرصها في الإنجاب، وتحقيق حلم الأمومة الذي تولد به كل أنثى.
وعندما تصل الفتاة لهذه المرحلة تبدأ رحلة التنازلات للحاق بقطار الأمومة، فنجد من توافق على الزواج سرا، أو بمن يكبرها بعشرات السنين، أو أن تحمل لقب الزوجة الثانية، وهناك من ترضى بأول من يطرق بابها حتى وإن كان أقل منها في المستوى التعليمي والثقافي، أو أن تكون هي من تتحمل معظم تكاليف الزواج.
وتؤكد علا سيد –خريجة جامعية-: أبلغ من العمر 35 عاما، وكل صديقاتي تزوجن وأنجبن أكثر من مرة، ووصولي لهذا العمر دون الزواج جعلني أفقد الأمل في العثور على فتى أحلامي، مما دفعني للموافقة على الزواج من شاب حاصل على دبلوم تجارة، فمجرد تفكيري في وصولي لسن اليأس دون إنجاب يصيبني بالرعب، وها هو السبب في هذه الزيجة، ومسألة التوافق الفكري والتعليمي لم يعد لها مكان، أنا فقط أود أن أحمل أطفالي بعد أن حملت أبناء كل صديقاتي وقريباتي.

أما آية عبد الرحيم – مدرسة فتقول: تمت خطبتي أكثر من مرة، ولم تكتمل، ولقد قاربت على السابعة والثلاثين، وهذا يعني أن فرص زواجي قد تضاءلت، ولا أود الوصول للمرحلة التي تتضاءل فيها فرصة إنجابي -أيضا- حتى لا أجد نفسي أعيش وحيدة في الحياة، وهذا الأمر جعلني أوافق على حمل لقب الزوجة الثانية، وأن يكون زواجي سريا، فكل ما أفكر فيه -الآن- هو أن أكون أما، مهما كانت التنازلات.

وتحكي ندى محمود –مهندسة - تجربتها قائلة: بعد موت والدتي أصبحت وحيدة في الدنيا، فإخوتي يعيشون من سنوات في بلد عربي، ووالدي توفي وأنا طفلة، وعمري الآن 34 عاما، وأخاف أن أظل وحيدة لبقية عمري، وهذا جعلني أوافق على العريس الذي تقدم لي، وظروفه المادية تكاد تكون معدمة، وعلى الرغم من شعوري أن يطمع فيما لدى من ميراث، وشقة تمليك، إلا أنني سأتزوجه لأحقق حلم الأمومة الذي بات هو الأمل الوحيد الذي أعيش من أجله، وأعتبر زواجي هذا مجرد صفقة، لتحقيق مصالح مشتركة.

وتعقب دكتورة عبلة إبراهيم خبيرة العلاقات الأسرية قائلة: تعيش كثير من الفتيات الآن أزمة صعبة وهي خوفهن من العنوسة، وحرمانهن من تحقيق حلم الأمومة الذي يولد معهن بالفطرة، وهذا يدفع الكثير من الفتيات إلى الموافقة على أي عريس مهما كانت عيوبه، أو حجم المخاطر أو الأضرار التي تحملها الزيجة.

تضيف دكتورة عبلة أن مثل هذا التفكير يعكس عدم إيمان مثل هذه الفتيات بمقدرات الخالق، خاصة أن مثل هذه الزيجات غير المتكافئة، ستخلف أسرا مفككة، وأطفالا غير أسوياء نفسيا.

وتشير دكتورة عبلة إلى أن الزواج قرار مصيري وحيوي في حياة الإنسان، لذلك لابد من الترتيب له بشكل عقلاني، ولابد أن يكون متكافئا سواء من حيث المستوى العلمي أو الثقافي أو الاجتماعي، وكذلك بالنسبة لعمر الزوجين، وألا يكون لمجرد تحقيق المصالح المشتركة، حتى وإن كانت لتحقيق حلم الأمومة.

الجريدة الرسمية