نداء إلى الرئيس مسعود برزاني
كانت قضية اغتيال الزميل الصحفي محمد بديوي الشمري صادمة للغاية ولكن لا يمكن أن يكون شعب كردستان مسئولا عنها، وليس من حقنا تحميل الناس في الإقليم ما ليس ذنبا يمكن أن يكونوا ارتكبوه.. كان انفعالنا الأول لجهة المنظر المفجع الذي تطلعنا إليه بذهول منقطع وأصابنا بالدهشة أن يقوم ضابط في الحرس الرئاسي بقتل زميل صحفي (مهما كان نوع المشادة التي حدثت بين بديوي والجنود الموجودين في المكان) وكنا نعلم أن البعض من السياسيين والمواطنين المنفعلين، أو لأغراض سياسية ودعائية سيصبون الزيت على النار وقد صدرت منا عبارات وبدرت انفعالات اللحظة مع ما رأينا من فجيعة لكننا نرجو أن نكون بمعرض القدرة على تجاوزها لكي نعمل جميعا من أجل المستقبل ولكي لا نخسر المزيد من الضحايا.
نحن نطالب السيد رئيس إقليم كوردستان مسعود برزاني تقديرا لمنزلته في العمل السياسي ودوره في العملية السياسية، ولتاريخ أسرة البرزاني العريق، أن يأمر بإجراءات عاجلة لتهدئة الأوضاع والترتيب مع المركز لتمر الإجراءات القانونية والقضائية بشكل ميسر، وأن يتم الدفع باتخاذ تدابير موضوعية لمنع استغلال الحدث الأليم سياسيا، ثم تحويله إلى انفعال قومي غير محسوب ومبرر ربما سبب صداما من نوع ما يعيدنا إلى مربعات لا نحتمل أن نكون فيها جميعا مع ما يعتري المشهد العراقي من توترات طائفية وعرقية تتطلب المزيد من الجهد والتواصل لحلحلة الأمور وتهدئة الأوضاع قبل أن تتحول إلى موضع لا يمكن القبول بتداعيات ما ينتج عن التحول إليه.
نحن الآن في مواجهة الحقيقة المرة، وإذا كنا ننتقد ونكتب بقسوة ضد أشخاص سياسيين وأحزاب وقوى فإننا حتما نرفض أن يكون المواطنون العاديون حطبا لنار الأزمات التي قد لا تنطفئ بيسر وربما أحرقتنا جميعا في وقت لم يعد العراق لا في كردستان ولا في بقية المناطق يرغب بالمزيد من المصاعب السياسية والأمنية، ولهذا فليس ممكنا الهجوم على شعب، أو قضية ضحت من أجلها جموع الشعبين الكوردي والعربي في أزمنة مختلفة لتؤكد الحق في الحياة والمصير، فيكون الشعب ضحية لفرد طائش.
الدكتور حسن كامل أستاذ في الصحافة بجامعة بغداد، وهو صديق لمحمد بديوي وقد عمل معه منذ نشأته في الصحافة أواخر ثمانينيات القرن الماضي، يقول إن "هذا الحادث أليم ومحزن بفقدان أحد زملائنا، وهذه القضية جنائية بحتة، ووفقًا للتوصيف القانوني، هي جريمة شخصية لاعلاقة لها بجهات سياسية، أو قومية، أو دين، أو عرق، بل لاعلاقة لها بأقرب المقربين من الجاني.
ويضيف: إن "وضعها بالأطر القانونية هو الوضع الطبيعي لها، ووجدنا أن أكثر المنددين، هم من الكورد قبل العرب، والجاني هو موظف تنفيذي في الدولة، ارتكب جنايته على أساس دوافع جنائية بحتة، ولا يمكن أن ينسحب أثرها، على شعبنا الكوردي من قريب، أو بعيد، لأن الشعب الكوردي جزء أصيل من نسيج الشعب العراقي، وشريك في هذا الوطن، وقدم تضحيات جساما على مدى تاريخ العراق الطويل.