رئيس التحرير
عصام كامل

"الإخوان- أمريكا" علاقة آثمة تحكمها المصالح.. واشنطن طلبت من "الجماعة" فك شفرات الأنظمة الإسلامية..وأطلقت العنان لأعضائها لممارسة السياسة.. ومسجد "بريدجيفيو" الصندوق الأسود لتوزيع الغنائم

الخارجية الأمريكية
الخارجية الأمريكية

أثار ظهور أحد مسئولى الخارجية الأمريكية بإحدى ندوات جماعة الإخوان بأمريكا، إلى جانب دعوة مسئول التوظيف بإدارة أوباما إلى استغلال الطاقات البشرية الإسلامية بأمريكا فى إدارتها، حالة من الجدل الشديد، خاصة فى ظل حالة التقارب المثيرة بين العدو الأكبر للمسلمين فى العالم وهو الولايات المتحدة الأمريكية، وجماعة صنفت فى أوقات سابقة على أنها من مصادر القلق فى العالم، لكن بتقلبات السياسة ومنافعها تغيرت التوازنات وأصبح أعداء الأمس أصدقاء اليوم، فيما أعطت الإدارة الأمريكية الضوء الأخضر للإخوان ليتحولوا إلى ما يشبه جهازًا ضمن إدارتها تستطيع من خلاله اختراق دول منطقة الشرق الأوسط.

وقد بدا الأمر أكثر وضوحًا من خلال ظهور المسئول بوزارة الخارجية الأمريكية فى الصورة مع قادة الولايات المتحدة من جماعة الإخوان المسلمين أثناء دورة تدريبية من قبل الوزارة تهدف إلى توظيف الإخوان المسلمين فى الخارجية الأمريكية.
ووفقًا لبرنامج المؤتمر فقد ظهر مسئول من وزارة الخارجية الأمريكية جنبًا إلى جنب مع ممثلين عن الجمعية الأمريكية للمسلمين (MAS) ومؤسسة مسجد "بريدجيفيو"، من أجل تشجيع المسلمين للانضمام للخدمة فى الخارجية الأمريكية، وكان برنامج الدورة تحت عنوان "إشراك الشباب فى الفرص الوظيفية للمسلمين".
حيث أكدت الخارجية أن ذلك واجب المواطنة، مشيرة إلى أن هناك فوائد يمكن أن يضيفها المسلمون للمجتمع الأمريكى، ولمسلمى العالم من خلال انضمام المسلمين لتقديم خدمات للخارجية فى الولايات المتحدة.
وسلطت الدورة الضوء على الفرص الوظيفية المختلفة للشباب المسلمين فى وزارة الخارجية الأمريكية للخدمات، وأكد التقرير الذى نشر على موقع التنظيم الدولى للإخوان أنه سيتم أيضا مسح أى مخاوف لدى العديد من الناس الذين كانوا يخشون السعى للعمل فى هذه المهنة.
الدورة حضرها "مارك وارد" من وزارة الخارجية الأمريكية، وأيمن حموس؛ المدير التنفيذى لمسلمى نيويورك، وأسامة جمال؛ نائب رئيس مؤسسة مسجد "بريدجيفيو".
الغريب الذى أكده التقرير أن "وارد" هو نائب المنسق الخاص فى مكتب الانتقالية بالشرق الأوسط فى وزارة الخارجية الأمريكية، ومكتب لتنسيق المساعدات المدنية لجميع دول الشرق الأوسط فى الانتقال إلى الديمقراطية, وهو الوزير الأقدم فى الخدمات الوظيفية بالخارجية الأمريكية.
وذكر تقرير لمعهد هدسون أن جمعية "مسلمى أمريكا" جزء من جماعة الإخوان المسلمين الأمريكية، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بجماعة الإخوان المسلمين المصرية منذ مارس 2012، وقد ناقش التقرير سجن الشيخ عمرعبد الرحمن الذى ينتمى لتيار الإسلام السياسى.
وأشار التقرير إلى أن منظمة مسلمى أمريكا أغلقت فى يونيو عام 2011 جناحها السياسى، والمعروف باسم مؤسسة الحرية، وذلك لعدم وجود "موارد"، وهذا يعنى أن هناك حاجة لتمويل المؤسسة.
وكان يرأس مؤسسة الحرية "مهدى براى" الرئيس بمنظمة الصحة العالمية، بعد أن تعافى من إصابته بجلطة دماغية. وهناك العديد من القضايا الجنائية التى أقامها "براى" من خلال أنشطة كان يقوم بها وفقا لتحقيقات أجريت عام 2009.
وهناك الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية, وهى جزء أقل شهرة من شبكة الإخوان المسلمين فى الولايات المتحدة، ويعتقد أن تكون مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بتنظيم الجماعة الإسلامية فى جنوب شرق آسيا، والمعروف أنها متحالفة مع الإخوان المسلمين، والقريبة بشكل خاص من جمعية مسلمى أمريكا، وهى جزء من الإخوان الأمريكية التى تعادل الإخوان المصرية، وهناك اجتماعان بين المنظمتين يعقدا سنويًّا لعقد الاتفاقات لسنوات عديدة.
وقد ناقشت الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية الإعلان عن حملات تهدف إلى تقديم الإسلام للأمريكى، ووجدت الحملة الوطنية بنيويورك اهتمام وسائل الإعلام عندما ذكر أن "سراج واحد" وهو أمريكى تحول إلى الإسلام، وارتبط بالجمعية الإسلامية المرتبطة بالإخوان المسلمين فى أمريكا، وكانت آخر حملة قام بها المركز فى مارس للإدارة الإسلامية عن الشريعة الإسلامية, وكان آخر تقرير قامت به فى أغسطس 2011، وكان يطلق نداء شخصية لحملة تبرعات لدعم "فهم الشريعة".  

وفى تقرير موثق فى "شيكاغو تريبيون" أكد أن هناك اتصالات واسعة بين مسجد "بريدجيفيو" والإخوان المسلمين، وكذلك كانت إدارة المسجد تقوم بجمع التبرعات لحماس، وكانت الخارجية الأمريكية قد أرادت من خلال الدورة التى قدمتها مؤخرًا للإخوان المسلمين أن تستقطب المسلمين من الإخوان كمنظمة عالمية، ولها ارتباطات فى منطقة الشرق الأوسط والدول العربية والإسلامية للاستفادة من الخدمات التى يقدمونها لأمريكا لخدمة أهداف خاصة بالإدارة الأمريكية والمتمثلة فى وزارة الخارجية فى البلاد التى سيتم تشغيلهم بها.

الجريدة الرسمية