رئيس التحرير
عصام كامل

قتلة مع سبق الإصرار والترصد !


حروف كنصل الخناجر.. كلمات كأسنة الرماح.. سطور ككرابيج العذاب في نار السعير.. كلها تجرح جسد الوطن وتسيل منه الدماء تكتبها أقلام مدادها أسود كالقطران وتنطقها ألسنة كألسنة نار أبي لهب التي أحبطها الله..


أصحاب هذه الحروف والكلمات والسطور التي تقطر غلا وحقدا لهذا الوطن يمارسون نوعا رخيصا من المراهقة السياسية التي لا أساس لها من المنطق والعقل والموضوعية، وهم لا يملون من ( الهنك والرنك )، والهنك والرنك هو مقام موسيقي راقص تحدث عنه الراحل عمار الشريعي في برنامجه الأشهر ( غواص في بحر النغم )، وكثيرا ما نسمع من يقول للآخر ( بطل هنك ورنك ) أي بطل رقص.

والرقص هنا ليس الفن المعروف للرقص لكنه هنا بمعني تغيير المبادئ أو إحداث نوع من الجلبة والفوضى والتضليل وإلباس الحق بالباطل من خلال مزاعم وأباطيل وأضاليل وتفسيرات وتحليلات لا علاقة لها بالحقيقة المجردة لكنها كلها محض افتراءات ينسجها دائما خيال المرضي الذين يبحثون عن موطئ قدم تحت أي بقعة ضوء ولو كان ضوءا من إشعاع قاتل !! المهم النتيجة التي يهدف للوصول إليها من خلال ما يكتب ويقول وما يبعث من رسائل للناس وهم في حالة السيولة الجارفة التي يعيشون فيها !!

هؤلاء يرددون هذه الأيام نغمة نشاز فاسدة فساد الهدف الذي يقصدون.. يقولون ويرددون ويكثرون في الترديد حتى يتحول الكذب إلى واقع عند بسطاء الناس ( مصر حالها متوقف.. مصر في الثلاجة.. مصر محلك سر.. مستقبل مصر متوقف على رغبة شخص..انتخابات الرئاسة أقرب للاستفتاء منها للانتخابات.. الدولة كلها تعمل لصالح فرد واحد - بين قوسين - لم يترشح للرئاسة بعد !! إعلانات ضخمة على الدائري والمحور تقول للمصريين.. الكبير أوي جاي.. مرشح التيار الشعبي يفوز إذا كانت الانتخابات نزيهة وشفافة..

مصر فيها المئات يصلحون لمنصب الرئيس.. مصر زاخرة بالكفاءات.. مصر ليست حكرا لأحد.. إلخ.. إلخ )، والحقيقة أن قائل مثل هذا الكلام كمن يدس السم في العسل ويدعوك لتشربه داعيا لك بطول العمر ودوام الصحة والعافية ويده تدير قرص التليفون ليطلب لك حانوتي ليشيعك لمثواك الأخير ولا يطلب لك الإسعاف لتجد من ينقذك من السم الذي دسه لك في العسل من باب التجمل بفعل الخير.

وكمن يرتدي لباس الدفاع عن حقوق الإنسان وهو أكثر ظلما للإنسان الذي تسيل دماؤه على مدى الساعة بفعل إرهاب أسود لا يراه بعين ولا يدركه ببصيرة، وكمن يحمل لواء الحرية وهو يغتصب حق الناس ويسلب حريتهم في اختيار من يريدون بالطريقة التي يريدون، وكمن يعلم الغيب ( حاشا لله ) فيطلق العنان لخياله السقيم في تفسير كل كلمة وحركة وإيماءة بسوء قصد ونية فيحمل الكلمة أكثر مما تحتمل.. لكن سرعان ما يبدو الحق المبين واضحا جليا فيدمغ الباطل ويزهقه ( إن الباطل كان زهوقا ) صدق الله العظيم.

يحدث كل هذا بقصد ممن يشاركون في المؤامرة، وبدون قصد ممن يسيرون نياما صم.. بكم.. عمي لا يفهمون ولا يشعرون.. هؤلاء من الصنف الأول قتلة مع سبق الإصرار والترصد لأنهم يعلمون ما يفعلون.. يقتلون وطنا ويضللون شعبا ويدفعونه دفعا إلى دوائر اليأس والإحباط، والصنف الثاني قاتل بالمشاركة والصمت.. الغريب أن إعلان الكبير قوي الذي ينتظره الشعب المصري طلع بطاطس وليس شيئا آخر.. مصر بخير وستظل ويقيني أن وعد الله لها قائم ما بقيت الحياة.
Elazizi10@gmail.com
الجريدة الرسمية