رئيس التحرير
عصام كامل

هل نحن نستحق مصر؟


سؤال قد يبدو غريباً ولكن الكثير منا فى وسط ما يحدث الآن قد بدأ يطرحه الآن ؟ هل شعب مصر هو نفس الشعب أو طرأ عليه تغيير كيف لا نستطيع أن نلتقى أو نتفق كيف لم نعد نقدر قيمة مصر الدرة النفيسة مصر التى كتب عنها جمال حمدان فى عبقرية المكان ذات الموقع الجغرافى الفريد التى جمعت جغرافيا الوسطية فى موقعها وموضعها وترامت بجسدها فى أفريقيا وانتمت بدينها وفكرها إلى العام العربى وصارت قلبه النابض هل نحن نقدرها الآن عندما حولنا ثورتها الرائعة إلى أضحوكة ومحاولة استغلالها وتوظيفها فى أغراض شتى غير الغرض الذى من أجله قد قامت هذه الثورة وقد ثار أبناؤنا ودفعوا دماءهم ثمناً لها وقد استهانوا بحياتهم لا لكى يروا مصر كما هى عليه الآن تصارعات ما بين قوى سياسية وتيارات وجماعات عنف وبلطجية وناس لا تجيد سوى الثرثرة والجلوس على مقاعد الفضائيات مدعية أنها خبيرة وعالمة ببواطن الأمور أعتقد أنهم كانوا يريدون مصر أخرى هل ما يحدث الآن فى مصر يمكن أن يقودنا إلى شىء ؟ هل هناك أمل فى هذه القوى السياسية التى يطلق عليها المعارضة ؟ وهل هى معارضة حقيقية ولها وزنها أو ثقلها فى الشارع على النحو الذى يمكن أن يعيد تشكيل الأحداث وإعادة التوازن لكى ما تبدأ مصر فى وضع قدميها على الطريق الصحيح ؟ الإجابة كلنا نعرفها من الصغير إلى الكبير هل ما يتم من تخريب وحرق وقتل وسحل وممارسات يلتقطها العالم من الفضائيات لتشويه ثورة مصر وشعبها بل وتاريخها يمكن أن يكون من جانب شعب مصر الذى كتب عنه التاريخ الكثير شعب الحضارات شعب الانتصارات والمعارك المستحيلة الشعب الذى كتب عنه التاريخ وصنع المعجزات هل هو ذلك الشعب الذى نراه الآن تلون على كل لون ومذهب وأيدلوجية من هو "ملتحى" ومن هو "ليبرالى" أو تحت أية لون أو عباءة أخرى ذات أفكار غريبة علينا هل هذا هو شعب مصر الذى لم يستطع الاستعمار أن يفرقه أو يزرع بينه الطائفية يعانى من الطائفية الآن والتعصب الذى وصل إلى حد ما يشبه بالطائفية المحلية أو الإدارية التى برزت بقوة مع أحداث بورسعيد وذلك هو المؤشر الخطر هل هذا هو شعب مصر الذى رضع الحب والألفة وقبول الآخر وتعلم كيف يضحك على الزمان فى أيام الشدة والنكبات، قد صار يسحل ويعرى أبناءه فى الشوارع وتسحل نسائه أياً كانت الدوافع وراء ذلك الحقيقة أننا أمام شعب غريب أو متغرب ليس فقط عن وطنه وأرضه التى يعيش فوقها ولكن عن ذاته وعن تاريخه لقد نجح النظام القديم بأن يغرب ذلك الشعب ويتغرب داخل وطنه وأن يسكن القبور وينبش فى صفائح القمامة على لقمة العيش ولكنه سيبقى أصالته فيه وستظل مصر كما هى الدولة الأبية والمستعصية على أن ينزعها أحد من جلدها .


الجريدة الرسمية