رئيس التحرير
عصام كامل

«قطارات الموت» تواصل «حصد الأرواح».. «6 مصابين» آخر حصيلة تصادم «المناشي».. الاعتماد على العامل البشري سبب تكرار الحوادث.. الحكومة ترفع شعار «يبقى الحال عل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ولا زالت القطارات والمزلقانات تحصد الأرواح البريئة دون توقف فلم يعد يمر يوم دون أن تتساقط فيه دماء الأبرياء على قضبان السكك الحديدية ومع كل حادث يبقى الحال على ما هو عليه فما بين إقالة وزير واستقالة آخر وإهمال عامل مزلقان تأتي أسباب الحادث ولكن لا جديد.

فمع بداية صباح اليوم اصطدم جرار أحد القطارات بأتوبيس بمزلقان الجلاتمة بالجيزة، وبلغ عدد المصابين 6 أشخاص تم نقل 3 منهم إلى مستشفى إمبابة، و3 إلى مستشفى أوسيم دون وقوع حالات وفاة.

هذه ليست الحادثة الأولى ففي شهر نوفمبر الماضي قتل 24 شخصا وأصيب 28 آخرون في حادث تصادم قطار بسيارتين قرب القاهرة في وقت متأخر من الليل، بالتحديد في منطقة دهشور بعدما وقع التصادم بين قطار بضائع وحافلة وشاحنة مرتا فوق شريط السكة الحديد حال قدوم القطار.

أيضا استيقظ الأهالي في محافظة أسيوط العام الماضي على حادث مروع اقشعرت له الأبدان بعد حادث تصادم قطار أودي بحياة 50 طفلا كانوا في عمر الزهور عندما استقلوا حافلة كانت تقلهم إلى المدرسة وهو ما تسبب في انتقادات متزايدة لشبكة السكة الحديد التي تعرضت للعديد من الحوادث في السنوات الماضية بسبب نقص الصيانة، كما تسبب الحادث في استقالة وزير النقل وقيام تظاهرات غاضبة احتجاجًا على الإهمال، وتبين بعد ذلك أن عامل التحويلة الذي كان يفترض أن يغلق الحاجز على السكك الحديد كان نائمًا عند وصول الحافلة المدرسية.

وفي عام 1992 حدث تصادم آخر عندما شهدت منطقة البدرشين بمحافظة الجيزة (جنوب القاهرة) تصادم قطارى ركاب، مما أسفر عن مصرع 43 شخصًا وإصابة 8 آخرين.
تلاها بعد ذلك في عام أبريل عام 1995 حادث اصطدام قطار بأتوبيس كان يحمل على متنه عمال تابعين لشركة الغزل والنسيج وهو ما أدي إلى مصرع 49 شخصا بالإضافة إلى إصابة 6 أخرين.

وتوالت بعد ذلك حوادث صدامات القطارات فنذكر أنه في عام 1999 اصطدام قطار بين القاهرة والإسكندرية بشاحنة وخروجه عن القضبان أدى إلى قتل 10، وإصابة 7 آخرين.

ومع بداية الألفية الثالتة تزايدت حوادث التصادم فنجد أنه في عام 2002 تصادم قطار بسيارة أجرة بمدينة الكردى على طريق القاهرة/المنصورة أسفر عن 5 قتلى وإصابة 3 آخرين، وفي عام 2006 تصادم قطار ركاب بميكروباص في منطقة أوسيم بالجيزة لقي خلاله 7 ركاب مصرعهم وأصيب 10 آخرون، وفي نفس العام اصطدم قطار آخر بسيارة نقل أسفر عن 21 جريحًا.

بينما شهد عام 2008 حادث اصطدام بين سيارة نقل "مقطورة" بـ 3 سيارات وحافلة ودفعتهم أمام قطار بمرسي مطروح (غربا)، ما أدى لمصرع 44 شخصًا وإصابة 58، بينما شهد 2010 حادث اصطدام قطار بسيارة نقل محملة بالرمال أثناء عبورها السكة الحديد بمحافظة الشرقية، دون خسائر في الأرواح، وفي نفس العام اصطدم قطار بسيارة نقل في بنها بالقليوبية، تسبب في مصرع سائقى القطار والسيارة.

أما عام 2011 كان على موعد آخر من حوادث تصادم القطارات عندما اصطدم قطار بسيارة محملة بطوب بناء عند مزلقان الفشن بمحافظة بنى سويف ومصرع السائقين، تلاها بعد ذلك عام 2012 تصادم فيها القطار رقم 495 بميكروباص أثناء مروره من مزلقان "سرحان" بمحافظة الغربية، ما أسفر عن إصابة 8 مواطنين.

فيما تزايدت حوادث القطارات في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي وقعت في يوليو 2012 عندما اقتحمت سيارة نقل لمزلقان سكة حديد البسلقون التابع لمركز كفر الدوار أثناء مرور القطار رقم (8) مما أدى إلى وفاة مساعد القطار طلبة سليم طلبة وعامل المزلقان محمد عوض جمعة شحاتة.

وتبعها في 3 نوفمبر 2012 اصطدام القطار رقم 14 القادم من الإسكندرية بسيارة نقل أثناء عبورها خط السكة الحديد بين مدينة قليوب وطوخ، مما أسفر عن وفاة 10 أشخاص وتعطيل حركة القطارات من القاهرة إلى الإسكندرية في الاتجاهين لمدة 7 ساعات.

وبعد بعد أقل من 48 ساعة من حادث قطار البدرشين المروع، أطاح القطار رقم 99 القادم من مغاغة بالمنيا متجها إلى القاهرة بسيارة تاكسي رقم 3285 ب رأ في مزلقان أرض اللواء بالجيزة ما أسفر عن مصرع 3 سيدات وطفل، وقع الحادث أثناء محاولة التاكسي عبور المزلقان رغم غلقه لقدوم القطار حيث علقت إحدى عجلات التاكسى بين القضبان وتعثر إبعاده عن طريق القطار الذي أطاح به وحوله إلى كومة من الخردة، وبداخله 4 ضحايا تحولت جثثهم إلى أشلاء، وهم: جمال عبد السلام 50 سنة "ربة منزل"، ومنى محمد عبد المقصود "28 سنة"، وابنتها ميرنا أدهم محمد 5 سنوات وجميعهم من القصاصين بالإسماعيلية، وسائق التاكسي، كريم رمضان حسين 19سنة من إمبابة.

وتعود أغلب أسباب تلك الحوادث ووفقا لرؤية المتخصيين وآخر الإحصائيات إلى ضعف صيانة العربات والقطارات واستمرار الاعتماد على العنصري البشري في مراقبة حركة التسيير بالإضافة إلى عدم التزام السائقين بقواعد المرور خاصة السرعة إضافة إلى سوء حالة الطرق مع غياب الصيانة والخدمات الأساسية، وهو ما قابلته الحكومات المتتالية بالحديث عن تطوير العربات وشراء قاطرات جديدة ولكن هذا لم يحدث.

وجدير بالذكر أن خطوط السكك الحديدية في مصر هي الأقدم والأكبر في منطقة الشرق الأوسط حيث تمتد لنحو خمسة آلاف كيلو متر بحسب تقديرات هيئة السكك الحديدية المصرية.
الجريدة الرسمية