الغذاء والمواطن والقانون في مصر
في ظل غياب وتخبط الأيدولوجيات والإسترايجيات في مصر بعضها البعض ضاعت مصالح المواطن الذي من المفروض أن الجميع يعمل من أجله والاهتمام بغذائه وشرابه ومسكنه وملبسه. فقد ضاع حق المواطن البسيط لدرجة أنه نفسه نسى حقوقه وانهمك من أجل مصلحة المفسدين أو كما أراد له المفسدون أن يكون.
نعم هناك مؤسسات تعمل بنظام ووفق إىستراتيجة واضحة ومدروسة تفعل من أجل المواطن ولكن من يعمل ليس لديه وقت للكلام والظهور على الفضائيات للهرتلة فكل مايشغل باله هو تفعيل عقله ويديه وكل جوارحه من أجل إنتاج ما يفيد الوطن وفى المقابل هناك من يستورد الغذاء المسرطن والمبيدات المهلكة والملهيات والمسليات التي لا تبنى دولة متقدمة ولا مواطن. وأصبحنا سوقا عشوائية يتم فيها بيع وترويج والدعاية لكل شيء فاسد وتضيع الأرواح وتنتشر الأمراض وتستفحل الأمور وتتطلب معجزات لحلها فلا حلول ممكنة بغير وجود قنوات ومؤسسات قوية تعمل بجد لحماية المواطن والمحافظة على صحته فهل لدينا من تلك المؤسسات واحدة؟
ليس لدينا غير الصراخ والعويل والمؤامرات والمظاهرات ومؤيدين لبشر خانوا ويخونون الوطن ويدعون أنهم جماعات إسلامية يالها من مسميات لو كانت تتكلم لصرخت في وجه من أطلقوها على أنفسهم.
والسكوت على الفساد هو تصريح له بالبقاء المشروع وإن أتى يوم مسئول أو نظام أراد محاربته قامت الدنيا ولن تجلس من أجل حمايته بعد أن يأخذ هذا الفساد مسميات أخرى مثل محاربة الغذاء الشعبى والمساكن الشعبية ومحاربة الفقراء في أكل عيشهم ويكون رجال الأعمال المستفيدون من فساد الشوارع والأغذية في منأى عن الحرب ضد الفساد والعشوائيةااا
فنحن لانرى من الفساد غير آثاره التي تعودنا عليها وأصبحنا جزءا منها لا نرى الحياة بدونها فقد اعتدنا زحمة المواصلات التي يسببها الباعة الجائلون الذين يفترشون الأرصفة ويحتلون ثلثى الطريق بلا خجل وأصحاب المحال الذين أصبح الرصيف ونصف الشارع ملكهم بالعرف.
فتخيل معى إن جاء أحد المسئولين وحاول إعادة الأمور إلى نصابها الحقيقى ووضع قانون يلزم أصحاب المحال بمساحات محالهم وعدم تعديها ويجرم الأسواق العشوائية المقامة بدون تصريح. ستقام الدنيا وسيأتى من يصطادون في الماء العكر من محبي الظهور على الفضائيات، سيجدونها فرصة لشن الحرب على الحكومة ويروجون بأن النظام الجديد يحارب المواطن في أكل عيشه ونحن عائدون إلى النظام البائد وهكذا.
إذن يجب التصرف لمن يريد تقدم ورفعة هذا البلد أولًا أن نعترف بأن العشوائية التي نعيشها وراءها مفسدون يجب معاقبتهم ويجب أن يشترك الجميع بدراسة ما يجب فعله من أجل رجوع الشارع إلى سابق عهده في الماضى وهذا ممكن إذا تصرفنا بحكمة وبالتدريج من خلال مؤسسات عسكرية بالاشتراك مع مؤسسات مدنية من خلال وضع بدائل لما هو قائم بالفعل والتطبيق بمراحل معلنة ومعلومة يسبقها نقاش ومناظرات تحمى المواطن في طريقه وفى غذائه حيث تفعل قوانين حماية المستهلك من المصنع أو المزرعة إلى وصول المنتج إلى المستهلك النهائى.
لو شعر المواطن وتعاطف مع الدولة بأنها تعمل من أجله وهذا الشعور سيأتى بعدة طرق تفعيل جيد ويغطيه إعلام محترف يشعر الناس بمصداقيته والتوعية الفعالة من الجمعيات الأهلية والمساجد والكنائس. وتبدأ الدولة بمؤسساتها بالتعبئة العامة من كل طوائف المجتمع شباب بدرجات ثقافية مختلفة ونساء ورجال من كل الطبقات ويجتمع الجميع لخدمة الدولة طبقًا لنظام يتم تحت قيادة مؤسسات الدولة ويحدث تفاعل بين الجميع ومن هنا يستطيع الرئيس الجديد أن يزرع الانتماء داخل أفراد الشعب وبالتالى ستلتحم كل طوائفه وستعود مصر دولة واحدة شعبًا وأرضًا لك الله يا مصر وفقك الله ورعاك.