ماذا يعني نعي "بيت المقدس" لقتلى "عرب شركس"؟!
بالأسماء ثلاثية ورباعية مصحوبة بكنية كل منهم.. نعت جماعة " بيت المقدس " الإرهابية في بيان لها أمس الأحد قتلاها ممن سقطوا في " عرب شركس " بالقليوبية قبل أسبوع.. البيان جاء مفصلا.. معترفا بعضوية القتلي في التنظيم.. ومعترفا بامتلاكهم أسلحة ومتفجرات.. وواصفا تفاصيل المعركة التي استمرت طبقا للبيان سبع ساعات !
تأخر البيان له احتمالات مختلفة.. إما أن الجماعة تعاني مطاردة أمنية حقيقية وكبيرة.. وإما أنها عانت صدمة كبيرة بقتلاها استلزمت تغيير أماكن وشفرات ووسائل اتصال.. أو أن أحدا من كوادرها من غير القتلي تابع المعركة بين الأهالي واستلزم هروبه ومغادرته للمكان وقتا ! لكن ما جري يؤكد عدة أشياء أخرى من أهمها أن أجهزة الأمن المصري اخترقت التنظيم أو أنها تسير معلوماتيا على الطريق الصحيح..
ولكنها تعني أيضا أن تنظيم بيت المقدس مدرب جيدا وممول جيدا ومنظم جيدا.. وأن أدوار أعضائه موزعة جيدا.. بين العمل الميداني والإعلامي والمعلوماتي.. فضلا عن مجموعات التمويه والتمويل وتوفير أماكن الاختباء والاختفاء والهروب وهو ما يعني أن الجزء الأكبر من التنظيم غير معروف لأجهزة الأمن وأنهم من العناصر التي جندت بعيدا عن رقابة الشرطة أو جندت متأخرا في السنوات الثلاث السابقة..
على كل حال.. أصبح الأمن المصري في المواجهة الأهم.. مواجهة المعلومات.. وأصبحنا نراه يتكلم بعد أن يفعل وليس العكس.. ولذا فالمواجهة مع الإرهاب بدأت في العد العكسي.. إنها بين شعب وجيش يمتلكون الحق والحقيقة لا حدود لإمكانياتهم ولا لقدراتهم ولا لقوتهم ولا لإمداداتهم.. وبين إرهاب مجرم لا يمتلك إلا الضلال.. والمعادلة مهلكة لأحد طرفيها ولذا أيضا فليس الأمر إلا وقتًا وسينتهي بعده كل ما نعاني منه!!
