رئيس التحرير
عصام كامل

كاتبة بريطانية: العالم بحاجة لهيئة جديدة للتوسط في حل النزاعات

 النزاع السوري-صورة
النزاع السوري-صورة أرشيفية

قالت جابرييل ريفكيند، مديرة برنامج الشرق الأوسط في مجموعة أكسفورد للأبحاث، إن عالمنا مزقته الحروب ويحتاج إلى هيئة جديدة للتوسط لحل النزاعات، لتعثر المحاولات لصنع السلام.


وأشارت جابرييل في مقالها في صحيفة الأوبرزفر البريطانية إلى أن المؤسسات لا تقرر خوض الحرب أو صنع السلام أو عمليات التدمير والقتل وإنما الإجراءات دائما تصدر من أفراد وفقا لسياسة القوة والموارد، دون فهم السلوك البشري الذي يقوض فعاليتنا في منع الحرب وصنع السلام.

وأعطت جابرييل سوريا مثالا بأنه على مدى الثلاث سنوات الماضية قتل 120 ألف شخص داخل سوريا، نتج عنه إذلال اللاجئين وتشريد الكثير داخليا، وحاليا نواجه تحديا آخر في كيفية نزع فتيل الأزمة الأوكرانية.

فعندما تم إرسال كوفي عنان للتوسط في سوريا قتل 5 آلاف شخص، وبتدخل الأخضر الإبراهيمي وصل عدد القتلي إلى 30 ألف شخص وفي هذه المرحلة لم يكن السوريون على استعداد لتحقيق تسوية حقيقية وهو عنصر ضروري لصنع السلام.

وتري جابرييل أن العنف في الحرب يخلق مجتمعات مصابة بالصدمة، تشعر بالخوف والغضب والإذلال مما يمنعها من إصدار أي حكم رشيد، يؤثر على التفكير بعقلانية في حل النزاعات والتصرف لما فيه المصلحة، ومع هذا الاعتبار يتعين على الحكومات أن تتدخل مبكرا قبل تعرض المجتمعات لصدمة، في محاولة للخروج من الضباب فنحن بحاجة لإنشاء نظام شامل مبكر للإنذار والوساطة عندما يتعلق الأمر بصراع دولي وهو النظام الذي سيعالج التعقيدات السياسية القوية وعقلانية الإنسان.

وبدأ النزاع السوري باعتباره انتفاضة شعبية ضد عائلة الأسد وحفز بسرعة من قبل الجهات الفاعلة الإقليمية في حرب بالوكالة واللاعبين الرئيسيين - السعودية وإيران - وفي نهاية المطاف كان الوضع بجلوس وكلاء اللاعبين، فيجب أن يكون هناك علاقات قوية ضرورية وذات مصداقية بين الطرفين وفي المقام الأول معالجة طهران والرياض الاختلافات فيما بينهما لكي تجد الوساطة فرصة أكبر للنجاح.

وأضافت جابرييل أن الوساطة يجب أن تكون شرعية وذات مصداقية ومن الأطراف المستقلة، ويجب الحذر من التعثر في البيروقراطية وأن نكون قادرين على التحرك بسرعة.

ونوهت جابرييل عن كتابها الجديد "الضباب والسلام" الذي تحدثت فيه عن المفاوض السابق للأمم المتحدة حياني بيكو، الذي كان مسئولا عن إطلاق سراح الرهائن الغربيين من بيروت، وأوصى بتأسيس هيئة وساطة موثوق بها تكون مرنة وخالية من البيروقراطية التي خلقتها محاولات السلام التقليدية في صنع سلام بيروقراطي معقد وجعل الدبلوماسيين فيما أشبه بالسيرك، فهناك حاجة ملحة لأشكال جديدة من الوساطة، لأن المحاورين بحاجة للعمل بهدوء خلف الكواليس خارج مرأى ومسمع من أي دعاية الاستقطاب للصراع.
الجريدة الرسمية