رئيس التحرير
عصام كامل

السياسة ذات الوجهين


منذ أبد الدهر والسياسة فى هذا العالم تنبنى على وجهين:
أولهما: الوجه الظاهر والمعلن الذى يعبر عنه تصريحات أهل السياسة ووسائل إعلامهم التى قلّما تعلن الحقيقة، أو تعلنها بين السطور لكن البسطاء والضحايا لا يقرأون السطور، فما بالك فيما بين السطور.

قبل أسابيع مضت دعونا الإخوة السلفيين المصممين على الفناء جهادًا في سوريا لحقن الدماء، وكان من بين أسباب هذه الدعوة يقين حتمى لا ريب فيه أن اليوم الذى يجرى فيه التضحية بهم فى مقابل تسوية سياسية للأزمة ليس ببعيد، وهو ما لم يدركه هؤلاء الإخوة رغم أنها لم تكن المرة الأولى التى جرى فيها التخلص منهم بعد قيامهم بالمهمة الموكلة لهم، وما أبشع أن يموت المرء فداء لأهداف الغير.
كنا ولا زلنا نضن بدمائهم ودماء أى عربى أو مسلم، ونرفض إهدارها من أجل إشعال حريق ينتهى بتسويات يجريها الكبار وهم يجلسون على جماجم الصغار، وكنا وما زلنا نعتقد أن هذه الجهود والطاقات لا ينبغى أن يضحى بها على مائدة الميسر الدولى.
قبل أسابيع قليلة حدثنى من أثق أن ضابطا من ضباط الجيش السورى هرب إلى مصر دون أوراق ثبوتية، وأنه يخشى إن ألقى القبض عليه أن يجرى تسليمه من قبل السلطات المصرية لنظيرتها السورية!!
تخيل أن النظام المصرى الإخوانى الأعلى صوتا والأكثر مجاهرة بعدائه لنظام بشار الأسد متهم بالتعاون الأمنى مع هذا النظام!!
اليوم قرأت ما يلى فى موقع عربى برس: فالإمارات العربية المتحدة أقدمت على ترحيل معارضين سوريين لم يتخذوا من أراضيها قاعدة انطلاق لتنفيذ هجمات عسكرية ضد الجيش السورى، بل جل ما فعلوه كان إقدامهم على تنظيمهم تظاهرات على أراضيها، أما النظام الحاكم فى مصر فسبق له أن أصدر قرارا بترحيل ثلاثة عشر مواطنا سوريا إلى بلدهم.

ما نقل عن الضابط السورى المنشق إذًا صحيح مائة بالمائة، وهذا جزاء من يبنى قراراته المصيرية على ما تنشره وسائل الإعلام أو ما تنقله هذه الوسائل من تصريحات للمسئولين ذوى الوجهين، تتحدث عن إسقاط هذا النظام أو ذاك، فهؤلاء لا يهمهم ولا يعنيهم مصير هؤلاء البسطاء المخدوعين فى (زعماء الأمة)، ووسائل إعلام تنطق باسم جهات، لا أعتقد أن هذه الأبواق من أصحاب الوجوه المتوردة يعرفون من هى وأين تأخذهم؟!
الجريدة الرسمية