رئيس التحرير
عصام كامل

رولا الخرسا.. والتجرؤ على الذات الإلهية !


أشعر بتعاطف غير محدود مع شعبنا وأهالينا من حجم وكم ما يبث إليهم من الإعلام وليته يبصرهم ولكن للأسف يزيدهم حيرة وقلقا غير محمود النتائج، قضية اليوم ليست رأى الأزهر في رفض عرض فيلم عن سيدنا نوح عليه السلام وقيام ممثل بتجسيده، فالمعروف أن هناك رأيا ليس للأزهر فقط ولكن هناك إجماعا إسلاميا عليه وحاسما منذ سنوات بتحريم ظهور الأنبياء والرسل جميعا بلا استثناء.


ولكن جبهة ما يسمى بالإبداع رفضت رأى الأزهر تماما واعتبرته مجرد اجتهاد ولا يوجد نص في القرآن أو الأحاديث يمنع تجسيد الأنبياء، ونحن نسأل هؤلاء هل الصلاة وتفاصيلها نزلت بنص في القرآن ؟ هل كيفية الصلاة نزلت في القرآن بنص؟ هذا على سبيل المثال فقط، ولكن هذا ليس غريبا أن يصدر هذا من البعض فما زلت أذكر أن أحد هؤلاء المبدعين قال: محمد بن عبدالله بشر وليس فوق النقد..!! وشاعر آخر يعتقد أنه إله الشعر في مصر والعالم العربى قال في المجلس الأعلى للثقافة بكل تبجح: أنا ممكن أكتب أحسن من القرآن..! هل هذا هو الإبداع الذي يحمله لنا المبدعون الذين استاءوا من رفض الأزهر، وكأن قضايانا قد تم حلها ولم يتبق لنا سوى تجسيد الأنبياء في الأفلام والدراما.

وقد فوجئت بالإعلامية رولا الخرسا تنتقد بيان الأزهر مستشهدة ببيان جبهة الإبداع ومدللة بأن السينما والدراما لولاهما ما عرف كثيرون صلاح الدين الأيوبى الذي جسده الفنان أحمد مظهر في فيلم الناصر صلاح الدين وسيدنا حمزة الذى جسده الفنان عبد الله غيث في فيلم الرسالة، ولكن أليس غريبا أن تقارن بين الأنبياء المعصومين والمختارين من رب السماء بمن هم دونهم؟ بالتأكيد أيا كان مع التقدير لسيد شهداء الجنة حمزة بن عبد المطلب ولبطولات الناصر صلاح الدين..! المقارنة ظالمة.. بل لا تجوز وخاطئة تماما كيف أقارن بين نبى مرسل وأى إنسان آخر؟

والعجيب أن الست رولا الخرسا وكأنها تلفت نظرنا إلى أن سيدنا نوح ملك للأديان الثلاثة.. واليهودية والمسيحية لا يحرمان تجسيده وبالتالى علينا يكون "عندنا دم ونفتح مخنا شوية ".. هكذا تكاد تقول ذلك لولا الحياء، ونحن نؤكد لها أن موقفنا نحن المسلمين نحرم ظهور الأنبياء جميعهم بلا استثناء " كل آمن بالله وملائكته ورسله لا نفرق بين أحد من رسله".

أعود لسطوة الإعلام الغبية الحالية مما أفقد الإعلاميين الكثير من ثباتهم، والعجيب أن أسمع رولا الخرسا هي الاخرى تنتقد الـ60 سنة من عمر مصر وكأنهم كتلة واحدة شأنها شأن الإخوان وبعض الوفديين.. ماهذا يا الله !؟

نكاد ننتهى من عصابة الإخوان فيخرج لنا جبهات أخرى منها من يدعى الإبداع ومنهم من يتجرأ على الأنبياء والرسل.. بل ومنهم من تجرأ على الذات الإلهية..!
أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم..!
الجريدة الرسمية