مقعد سوريا بالجامعة يثير قلق وزراء الخارجية العرب قبل القمة في الكويت
مقعد سوريا بجامعة الدول العربية الذي ظل متروكًا على مدى عام، منذ أُعلن تسليمه للمعارضة السورية ممثلة في الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية في القمة العربية الـ24 والتي عقدت بالدوحة، حيث جلس لأول وآخر مرة الشيخ معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف وقتها على المقعد السوري، وصدر القرار بتسليم المقعد للائتلاف، وبرغم ذلك ظل المقعد معطل والمشاركة معطلة، وليس هذا فحسب لكن ظل علم سوريا الأسد كما هو لم يتغير، مرفوعا إلى جوار إعلام الدول العربية الأخرى، بانتظار كلمة النهاية فإما ينتهي أمره للأبد ويرفرف بدلا منه علم سوريا - الثورة، أو يكسب مع «بشار الأسد»، ومن خلفه التحدي ويستمر.
الأزمة السورية الآن أصبحت في مفترق طرق، كلها بالتأكيد لن تؤدي إلى سوريا بالخير، فللأسف ضاعت سوريا وشعبها بين أصحاب المصالح والباحثين عن مغانم بعيدا عن مصلحة الوطن، فكافة الأطراف تبحث لها عن دور، والمعارضة منقسمة على نفسها، ومن تقسيم إلى تقسيمات أدت في النهاية إلى تعطيل حتى القرار العربي بتسليم مقعد سوريا للائتلاف الوطني السوري والذي كان سيقدم له خلال هذه القمة، إلا أن موقف لهيئة التنسيق السورية يقال بأنه السبب في هذا التعطيل، وإن كان لم يتم الإعلان عنه من قبل الجامعة العربية بشكل مباشر، إلا أن مصادر داخل الائتلاف السوري كانت أكدت ذلك، بل وقالت إن هناك اتصالات جرت مع الجامعة العربية وطلبت من الائتلاف الحوار مع هيئة التنسيق للوصول إلى حل ولضمهم إلى لواء الائتلاف حتى لا يعطل ذلك تسليم المعقد.
الأمر لم يقف عند هذا فحسب لكن التقدم الذي يجنيه نظام الأسد، ومن يحاربون بالوكالة عنه في سوريا عادة ما يضع «الجامعة العربية» في مأزق من اتخاذ قرار وتنفيذه أو الرجوع إلى نقطة الصفر، وهذا ما يبدو واضحًا هذه المرة في ظل التراجع عن تسليم المقعد لسوريا بعد تأكيدات مختلفة من جانب نافذين في العمل العربي المشترك لقادة الائتلاف بأن المقعد غدًا لهم، ولم يبق إلا التسليم في قمة الكويت.
واليوم يصرح الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن مقعد سوريا للائتلاف لكنه لن يتسلمه خلال هذه القمة، ويقف مسئولين في الجامعة ليؤكدوا أن تسليم الائتلاف للمقعد يتطلب شروطا لم تتوافر حتى الآن، في حين تدفع المملكة السعودية بمفردها تجاه تسليم مقعد سوريا.
وبالرغم من تحديد أن «أحمد الجربا»، رئيس الائتلاف سيلقي الكلمة الرابعة في القمة العربية بحضور القادة العرب، إلا أنه على ما يبدو ستكون هناك مفاجأة تمتص الغضب العربي - العربي وتبعد أزمة الخلافات الخليجية - القطرية، والمصرية- القطرية عن سطح الاهتمامات العربية.