رئيس التحرير
عصام كامل

واشنطن تحرض على ربيع عربي في دول الاتحاد السوفيتي السابق.. النفط وتطويق روسيا من الجنوب والغرب أبرز دوافع أمريكا.. «البنتاجون» يرفض إخلاء قاعد جوية في قيرغيزستان.. وبوتين يرسل طائراته إلى بي

اوباما
اوباما

يبدو أن الربيع العربي ليس بعيدًا عن الدول التي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي في التسعينات، فبعد ثورة الزهور في جورجيا والثورة البرتقالية في أوكرانيا أوائل العقد الماضي، وتجدد الثورة الأوكرانية بداية العام 2014 فإن هناك سيناريوهات مماثلة في بلدان أخرى محيطة لروسيا ستشهد الأمر ذاته خاصة بعد تحركات غربية بهدف زعزعة استقرار روسيا الاتحادية التي تعيد أمجادها مع الرئيس فلاديمير بوتين.


ويقول محللون سياسيون إن أكثر البلدان عرضة لانتفاضات مستوحاة من أوكرانيا تقع في آسيا الوسطى بسبب الصعوبات المالية التي تشهدها تلك البلاد، خاصة أن تلك الدول تحظى باهتمام من قبل السياسة الخارجية الأميركية، لأنها منطقة غنية بالمعادن وستكون نقطة انطلاق للهجوم على الصين وروسيا.

وترصد صحيفة «وسط آسيا» أكثر الدول المرشحة لزعزعة استقرارها وهي كازاخستان وقيرغيزستان اللاتان يشهد اقتصادهما حالة ركود، ومعظم السكان يعيشون تحت خط الفقر، وكانت الانقلابات فترة طويلة جزءًا من تاريخ هاتين الدولتين.

وتضيف الصحيفة أن الولايات المتحدة ستدعم المتمردين في قيرغيزستان، لأن الحكومة الحالية طلبت من واشنطن إخلاء قاعدة عسكرية أمريكية «ماناس» في أقرب وقت في حين ترغب الولايات المتحدة البقاء في آسيا الوسطى، وأكدت أن المسئولين الأمريكيين يراوغون ولا يريدون ترك البلاد ويقولون إنهم سيعملون على تغيير نشاط القاعدة العسكرية بدلا من إخلائها.

وتعد كازاخستان أحد البلدان التي من المرجح أن تشهد انتفاضة لأنها تمتلك العديد من حقول النفط والغاز والأجانب الموجودين على أراضيها يسعون لخلق حالة من التمرد خاصة أن هذه الدولة بها خلايا صغيرة من الجماعات الإسلامية الذين ينظمون هجمات وتحاول زرع الذعر في المدن الكبرى خاصة في جنوب كازاخستان، حيث غالبية السكان من المسلمين، على حد زعم الصحيفة.

ويقول محللون إن حدوث انقلاب في كازاخستان سيكون أسوأ بكثير مما تشهده أوكرانيا، بسبب الإسلاميين الراديكاليين لأن الصراع سيكون منبعه الدين.

ووضعت الصحيفة في قائمة الدول التي من المنتظر أن تشهد حالة من زعزعة الاستقرار تركمانستان وأوزبكستان التي تشهد بعض المشاكل مع استمرار الحكومة الحالية وسط عجز الرئيس الجمهورية «إسلام كريموف» الذي يعاني من الشيخوخة أن يجد بديلا لائق للحكومة الحالية كما أن النخبة الحاكمة هناك تشهد صراعا خطيرا، والمسئولين في مواجهات خلف الكواليس مع بعضهم البعض للحصول على حق وراثة البلاد والأخطر أن هناك مجموعة مؤثرة من الأصوليين الإسلاميين، الذين عاشوا في أفغانستان، خلال الحرب ضد الأمريكان لديهم تجربة غنية في التمرد.

كما أن الوضع في تركمانستان غير مستقر لأن الزعيم الجديد قربان قولي محمدوف، ليس قوي مثل سلفه صابر مراد نيازوف، لذا هناك مخاطر عالية للغاية لأن رئيس تركمانستان غير قادر على التعامل مع التحديات الداخلية والخارجية، والنفط في تركماستان أصبح مغريا للكثيرين.

وعلى صعيد آخر تعتبر أوربا روسيا البيضاء أقوى بلد مرشح لـ«الثورة» في المرحلة المقبلة، ووفقا للخبراء، فإن هذه الافتراضات ليست مبررة تماما لأن الاستياء الشعبي من غير المرجح أن يصل إلى مستوى يجعل سكان بيلاوروسيا يخرجون إلى شوارع العاصمة والمدن الإقليمية.

إلا أن هناك بعض المجموعات الصغيرة من المسلحين الذين يتم تدريبهم في معسكرات خاصة غير أنها ليست عاملًا حاسما، كما كان في أوكرانيا.

وكان رئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشينكو، أعد مشروع قانون أطلق عليه «قانون الدفاع عن النفس»، وقدمه إلى البرلمان، والقانون الجديد يوسع بشكل كبير من صلاحيات رئيس الدولة في قمع التمرد المسلح، وأعمال الشغب وغيرها من الاحتجاجات المناهضة للحكومة.


وتشير الصحيفة إلى أن روسيا البيضاء تعد واحدة من أقوى دول الاتحاد السوفياتي السابق، ولها أهمية إستراتيجية كبيرة، وزعزعة الاستقرار فيها يعد مكافأة لطيفة بالنسبة للغرب.

وتقول الصحيفة إن المهمة الرئيسية بالنسبة للولايات المتحدة وأوربا هي الإطاحة بالنظام في بيلا روسيا إلا أن ذلك مستحيل لسبب بسيط هو أن رئيس بيلا روسيا ألكسندر لوكاشينكو، يحظى بدعم الكرملين في استعادة النظام ببلاده. 

والأسبوع الماضي أعلنت روسيا أن 8 مقاتلات روسية ذهبت إلى بيلا روسيا، وأعلنت موسكو أن هذا الإجراء طبيعي وليس ضد أحد إلا أنه على ما يبدو أن روسيا أدركت النوايا الأمريكية لزعزعة الاستقرار في بيلا روسيا.

واختتمت الصحيفة تقريرها بأن كازاخستان وقرغيزستان هم أكثر دولتين عرضة لسيناريو الشرق الأوسط، الذي طال تونس ومصر وسوريا لذا اتخذت روسيا خطوات لتعزيز وجودها العسكري في قيرغيزستان، وتعمل على تقليص القاعدة الجوية الأمريكي «ماناس»، وتخطط القوات العسكرية الروسية بناء قاعدة روسيا هناك.
الجريدة الرسمية