رئيس التحرير
عصام كامل

«الخرتجى» اللهو الخفى فى شرم الشيخ.. مهنته مراقبة السياح واختطافهم.. عوض: ثلاثة أنواع أخطرهم كبير السن.. والإدكاوى يضع الحلول للقضاء عليهم ومحاربتهم

جانب من مدينة شرم
جانب من مدينة شرم الشيخ

شرم الشيخ إحدى مدن محافظة جنوب سيناء، وتبلغ مساحتها 1465 كم مربعا، وتبلغ المساحة المأهولة بالسكان 365 كم مربعا فقط، ويتبعها 11 تجمعا بدويا، ومع مشروع النهضة الذى تشهده مصر منذ أن تولى الإخوان زمام الحكم أصبحت المدينة تعج بالمشاكل التى تهدد السياحة بالمدينة، وخاصة بعد أن تراجعت نسبة الإشغالات السياحية على مستوى مدن المحافظة السياحية ككل، وأصبح أصحاب القرى والمحلات عاجزون عن دفع أجور العاملين.

من أهم المشكلات التى تؤرق المدينة مشكلة "الخرتية" أو "الخرتجية" جاء هذا المصطلح ليصبح مهنة من لا مهنة له، الخرتجى يطلق على الشخص الذى تنشق الأرض عنه "كالجن" ليخطف السائح من مكانه إلى مكان آخر، وربما يغير برنامجه أو إجازته كلها، ظهر الخرتجى على الساحة وانتشر فى الآونة الأخيرة، حيث يلتصق بالسائح فى كل حركاته وسكناته، الأمر الذى جعل القناصل الفخرية الروسية والإنجليزية يعقدون اجتماعا موسعا مع المحافظ اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء وجميع القيادات الأمنية والتنفيذية والمستثمرين ورجال الأعمال وأصحاب البازارات والمحلات لبحث حل هذه المشكلة، والذى أسفر فى النهاية عن ضرورة إنشاء رابطة لخليج نعمة، من مسئولياتها محاربة الخرتية.
وقال عوض محمود عوض، المرشد السياحى بشرم الشيخ: إن أخطر الخرتجية هو من ليس له مكان، وفى الغالب يكون رجل كبير فى السن يقوم باصطياد السائحين منذ نزولهم من التاكسى أو السيارة، ويتمتع بالخبرة المناسبة الكافية لكسب ثقتهم والقيام بالجولة بأكملها معهم، والاستفادة من السائحين قدر المستطاع، على حد وصف "عوض".
وأضاف "عوض" أن أماكن تواجدهم بشرم الشيخ فى السوق التجارية القديمة، ومواقف السرفيس، وفى خليج نعمة أمام الهارد روك، وموقف التاكسيات، والممشى السياحى.
أما "الخرتجى الثانى" وفقا لكلام "عوض" من حيث الخطورة هو سائق التاكسى، الذى يتحدث مع السائح فى كل شيء ويكسب ثقته عن طريق تشكيكه فى كل بنى جلدته من المصريين، الأمر لا يعنيه كثيرا، المهم "السبوبة"، فلديه التسلية والبرامج الترفيهية، وكل شيء لا يمر إليه السائح إلا من خلاله.
الصنف الثالث والأخير هو ذلك الشخص الذى لديه محل أو نشاط مخالف، ويلجأ إلى ذلك لعدم أهليته لإدارة هذا النشاط، ولعدم كفاءته، فيقوم بالإلحاح وأحيانا جذب السائح ناحية محله أو كشكه السياحى الذى يفصل بينه وبين الكشك الآخر أمتار قليلة، يقودها بعض "الفهلوية" الذين يستغلون أزمة الثقة بين السائح وشركته؛ ليؤثرون عليه من ناحية فرق السعر. ويقومون بتقديم خدمة سياحية سيئة وكثير من الأحيان ما يتسبب الأمر عن كارثة مثلما حدث مع السائح الروسى الذى فقد فى جبل موسى بمدينة سانت كاترين. وقدم اللواء أحمد صالح الإدكاوى، رئيس مدينة شرم الشيخ الأسبق، حلا للقضاء على مشكلة الخرتية التى أصبحت تهدد السياحة وتنفر السائح من العودة إلى المدينة، وهو متمثل فى اتخاذ إجراءات الغلق الإدارى للمحلات التى تقوم بتشغيل هؤلاء الأفراد، وكذا ترحيل من يتم ضبطه من الخرتجية، والمتابعة اليومية عن طريق رؤساء القطاعات، وتحت الإشراف المباشر لرئيس المدينة.
وأضاف أن مشكلة الخرتية ستظل موجودة رغم أنف الجميع ما دمنا نراهم ولا نحاسبهم، شئنا أم أبينا، فالخرتجى موجود ولكننا لسنا كالنعامة، فأول الإصلاح الاعتراف بالخطأ، وبعدها بقيمة وحسن تقديره والسعى لاحتوائه والوصول إلى نهايته، حتى نتمكن من وضع الحلول المناسبة، وتطبيق القانون من غير ظلم أو جور على صناعة السياحة التى نتطلع إليها فى ظل الأزمة الحالية التى تشهدها البلاد من اضطرابات وانقسامات غير مسبوقة .
الجريدة الرسمية