رئيس التحرير
عصام كامل

باسم يوسف المفترى عليه


باسم يوسف لم يخطئ في حق أحد حتى يتوجب عليه الاعتذار.. باسم يوسف طبيب وأستاذ في كلية الطب.. باسم يوسف سرق المقال واعتذر وقدم عذرا أقبح من ذنب.

أمر في غاية الغرابة حين تحلل نفسية المصريين عقب ثورتى ٢٥ و٣٠ يونيو، وهو دفاعهم اللاعقلانى في أحيان كثيرة عن سياسيين وإعلاميين، حتى ولو كانت أخطاؤهم ظاهرة، الأهم هو ألا يظهر فريق بموقف ضعيف أو أنه مهزوم، وإن كان الطرف الآخر على حق وصاحب رؤية ثاقبة، نحن نتعامل كخصوم في معركة مدججة بالأسلحة. 

لكن باسم يوسف "غلط"، وتبريره لا يعنى احترام اعتذاره، فالسرقة في الصحافة لا تسمى أبدا " نقلا"، وكان يتوجب عليه أن يوضح هذا ويشرحه، قبل أن يفضحه "بن جودا" ثم يعتذر باسم له على تويتر، والأخطر أن يترك باسم جمهوره ولا يراعى هذه "الهزة" والسقطة الصحفية في مشواره ويقدم اعتذاره أولا لابن جودا، ولكنى في أمس الحاجة كى يطلع باسم يوسف جمهوره عما جرى في حيثيات اعتذاره للكاتب البريطانى الصهيونى، وما الذي جعل بن جودا يقبل اعتذار باسم، أقول هذا وفى ذهنى ما أشارت إليه بى بى سي في مقابلتها مع بن جودا " بن جودا فضل عدم الحديث عن الحادثة ذاتها، بل أشار إلى أنه لم يكن يعرف "دور باسم يوسف في رفع سقف الحريات في مصر" كما قال.

صدمت من كلام بن جودا حتى ولو كان صحيحا، يقول إنه تغاضى عن الدخول في أي حديث بخصوص باسم لأنه رفع سقف الحريات في مصر، كيف لى ألا أقتنع بنظرية المؤامرة ؟!، بن جودا كاتب يهودى له إسهامات كثيرة حول " معاداة السامية " وصهيونته معروفة للجميع ثم يقول وبكل فخر إن تغاضيه عن الدخول في التفاصيل لأن باسم رفع سقف الحريات، وهل لو كان المحروس بن جودا يعرف دور باسم كان "صهين عليه" لأنه من نفس العجينة ؟!.. أنتظر ليس فقط توضيحا من باسم يوسف حول ما جرى من حوار وملابسات بينه وبين بن جودا والأهم هو موقف جريدة الشروق، وإلا فأركان المؤامرة قائمة.

الاعتذار لا يعفى صاحبه أبدا من المساءلة أمام الجمهور إن كان قد أخطأ، وللمشاهدين الحق الكامل في إطلاق الأحكام في النهاية، ولكن الأغرب هو خروج مبرراتية باسم يشككون في كل ما قيل حتى قبل وبعد اعتذار باسم يوسف، وهؤلاء هم الأخطر على مجتمعنا، وإن كان هناك من هم على شاكلتهم في الإخوان وفى رجال النظام القديم، فهم لا يستمعون إلا لمن يملى عليهم ما يقتنعون به حتى ولو كان خطأ.
الجريدة الرسمية