صلاح عيسى يكتب: الرجل الذي فصلنى عشر سنوات من الصحافة
عند وفاة الكاتب الصحفى محسن محمد كتب صلاح عيسى عن ذكرياته معه يقول:
في أول يناير 1975 أضرب عمال مصانع منطقة حلوان بسبب تدنى الأجور، وقاموا بمظاهرات وصلت قلب العاصمة، حيث حطموا بعض واجهات المحال الكبرى وهم يهتفون (حكم النازى..ولا حكم حجازى) وقامت مباحث أمن الدولة بالقبض على العناصر النشطة من العمال والطلاب المنضمين إليهم وكان أغلبهم من اليساريين.
ولم يكن الصراع على السلطة في جريدة الجمهورية التي كنت أعمل بها أقل حدة من الصراع داخل الحكومة خاصة بعد أن شكلت جبهة من المحررين المنتمين إلى اليمين تناصب العداء رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير مصطفى بهجت بدوى وتطالب باستبعاده واتهامه بأنه ناصرى ويسارى ومن مراكز القوى وهو الوصف الذي استخدمه أنصار السادات على المنتمين إلى عهد عبد الناصر.
وكان اليمين آنذاك يسعى إلى السيطرة على الصحف القومية فتولى على أمين الأهرام وسط تذمر محرريها الذين كانوا ينتمون إلى هيكل، وتولى مصطفى أمين أخبار اليوم ليشن حملاته على الناصريين، ولم يتبق سوى الجمهورية وهى جريدة الثورة التي أسسها عبد الناصر وتضم مختلف التيارات الفكرية وكنت سجينا وقتئذ.انتهى الأمر باستبعاد مصطفى بهجت بدوى ونقله كاتبا بالأهرام وتعيين عبد المنعم الصاوى رئيسا لمجلس إدارتها ومحسن محمد رئيسا للتحرير، والتقينا بعد خروجى من السجن وكانت خطته عدم التركيز على الموضوعات السياسية في الجريدة لجذب قراء مختلفين عن قراء الأهرام، وبالفعل نجح في ذلك، إلا أنه فصلنى من المؤسسة لمدة عشر سنوات قاوم خلالها رجوعى إلى الجريدة ورغم ذلك لم تنقطع صلاتنا إذ كنت أعتقد أنه مضطر لذلك.