«Nubian Knights» عامان في حب النوبة.. انطلاقة شبابية بدأت من بيت السناري.. اهتموا بالفن فكرموا «كوبان» و«علاء الدين».. «حضارتي» آخر أعمالهم.. وأطلقوا أول تطبيق

"Nubian Knights" مجموعة من شباب وفتيات النوبة يعشقون أرض وطن تغربوا عنه بغير إرادتهم، فالتهجير فرض عليهم أن ينتقلوا إلى بلد غير بلدهم، ويعيشون في اشتياق لبلاد الذهب إلى أن يعودوا إليها، ومن يعلم متى يعودون!

تأسست المجموعة منذ عامين تقريبًا بالتحديد يوليو 2012؛ بهدف نشر ثقافة النوبة التي لا يعلم عنها الكثيرون شيئًا، بدءًا من الفنون النوبية مرورًا بالعادات والتقاليد وتعريف الناس بأصول وقواعد اللهجة النوبية، التي كانت أيقونة النصر في حرب أكتوبر 1973، على الرغم من أن البعض يظنها لغة معدمة.

المجموعة شغلها الشاغل هو إدارة وتنظيم مهرجانات وحفلات وورش يستطيعون من خلالها إقامة معارض للنوبيين وتقديم الفنانين النوبيين ليتعرف الجمهور عليهم.

كانت انطلاقة "Nubian Knights" في رمضان 2012 ببيت السنارى في حفل تحت عنوان "رمضانك نوبي"، وفيه تم تقديم إفطار نوبى مع مشروبات نوبية، بالإضافة إلى عرض فيلم تسجيلي عن كيفية احتفال النوبيين برمضان، وكان الختام بعدد من التواشيح النوبية.

وفي الذكرى الثالثة لثورة الخامس والعشرين من يناير نظموا في ميدان عابدين مهرجانًا تحت عنوان "أي كا دولي"، وهى كلمة نوبية تعني "بحبك" وخلال المهرجان قاموا ببناء بيت نوبى خشبى بالميدان، تضمن كل ما يحتويه البيت في النوبة، كما تم رسم أول جرافيتي نوبي بكلمات نوبية على أرض الميدان، واختتم المهرجان بعدد من الفقرات الفنية التي قدمتها فرق غنائية نوبية.

وكانت النسخة الثانية من مهرجان "أي كا دولي" مقامة على مسرح الميدان بدار الأوبرا المصرية، واشترك فيه عدد كبير من فناني النوبة، وآلاف من شبابها وفتياتها، في ليلة يتذكرها مسرح الميدان حتى الآن، كما ضم المهرجان عددا من معارض المشغولات اليدوية النوبية، وتنظيم عرض أزياء نوبي وسوداني.

كما شاركت "Nubian Knights" بمهرجان "تيجى نزور مصر"، الذي أقيم بالهرم هذا العام لتنشيط السياحة، وأقاموا حملتين، الأولى تحت عنوان "تراثنا" للتعريف بالتراث النوبى، والثانية بعنوان "اتكلم نوبي"، كما نظموا ورشتين، واحدة خاصة "بالحنة النوبية"، والثانية خاصة بتعلم كيفية تصنيع الطبق النوبي.

"Nubian Knights" يحفظون التاريخ النوبي عن ظهر قلب، ويعرفون رموز الفن النوبي المجهولين بالنسبة لكثيرين، ولكن فتحت دول العالم ذراعيها لهم، فنظموا حفلين لتكريم فنانين نوبيين هما الأب الروحي للفن النوبي على كوبان في حفل أقيم بمركز سعد زغلول الثقافي تحت عنوان "يوم كوبان" والفنان الثاني حمزة علاء الدين في حفل أقيم ببيت السنارى تحت شعار "اسكاليه"، حيث اشتهر علاء الدين بألبوم بنفس الاسم.

وفى كلا الحفلين أقيم معرض للجوائز العالمية التي حصل عليها الفنانان، كما تمت استضافة أصدقائهما وعائلتيهما ومن تعاملوا معهما من الملحنين.

وأقامت المجموعة عددا من الحفلات منها مهرجان "Longa"، والذي قدمت منه ثلاث نسخ، وآخر مهرجان نظمته "تعالى نرقص" بالقرية الفرعونية يوم 14 مارس.

والآن تستعد "Nubian Knights" لمهرجان الكوربة بحملة "حضارتي" بالتعاون مع شباب"ائتلاف العودة النوبية.. عائدون"، وتهدف من خلالها لتوضيح أن الحضارة النوبية لم تكن عصرًا للاضمحلال أو الانهيار في التاريخ المصرى، فمناهج التاريخ في جميع مراحل التعليم تعمدت تجاهل تاريخ حضارة النوبيين في مصر.

أعمال المجموعة لم تقتصر على الحفلات والورش والكورسات فقد نظمت مبادرة "بطانية للي نايم في الشارع".

من نشاط "Nubian Knights" أنهم أطلقوا راديو خاصا بهم على الإنترنت يقدمون من خلاله الأغاني النوبية، والتي لا تذاع على التليفزيون أو الراديو، كما أنهم يحلمون بإطلاق قناتين تليفزيونيتين للنوبة الأولى أرضية والثانية فضائية؛ للوصول لأكبر عدد من الناس، فالتليفزيون أسرع طريقة للوصول للناس.

وانطلقوا إلى عالم التكنولوجيا الرحب فتمكنوا من تنزيل أول تطبيق نوبي للهواتف المحمولة يتضمن كل المعلومات عن النوبة، ويعد هذا التطبيق من أهم التطبيقات الموجودة على موقع مايكروسوفت.

ويهدفون إلى التعريف بلغتهم التي استخدمت كشفرات في حرب أكتوبر وليست لغة معدمة كما يظن البعض.

أحلام "Nubian Knights" هى دعم السياحة، وعلى الرغم من ذلك يجدون صعوبة كبيرة في الحصول على تصريح لإقامة أحداثهم الفنية في أماكن سياحية؛ لأنهم غير مسجلين رسميًا، فالتسجيل الرسمى يتطلب محل إقامة وهو ما لا يملكونه، ولذا فهم يطالبون بدعم وزارة الثقافة بتقديم التسهيلات لهم، فهم أولًا وأخيرًا يطمحون في مكسب للدولة قبل أن يطمحوا في مكسب لهم.

ومن هنا وجب على التاريخ ألا يعيد نفسه مع النوبة، فبعد التهجير والتهميش وعدم التفات الدولة، والآن حين تتطالب النوبة بالتسهيلات أيضًا لا تلتفت الدولة وتتعسف ضدهم.