رئيس التحرير
عصام كامل

استخدام بقايا الزيتون في إنتاج الوقود الحيوي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

طور باحثون نمساويون طريقة لاستخدام النفايات المتبقية من إنتاج زيت الزيتون في إنتاج الوقود الحيوي.

ويسعى باحثون من جامعة فيينا للتكنولوجيا في النمسا إلى إنتاج الغاز من بقايا نبات الزيتون، أي من خلال تحويل الكتلة الحيوية للزيتون إلى غاز، والذي يؤدي إلى تقليص انبعاث ثاني أكسيد الكربون؛ بسبب إحراق الوقود الحيوي، كما أنه يشجع على زراعة الزيتون، بحيث تصبح ربحية أكثر. 

الطريقة الجديدة يبحثها علماء في مختبرات الجامعة منذ وقت طويل، ويؤمل استخدامها في النمسا وفي دول أوربية أخرى في تشغيل المولدات الكهربائية وإنتاج الكهرباء.

نفايات الزيتون ليست عديمة الفائدة

المشكلة المطروحة الآن هي شراء الكتل الحيوية التي تغذي هذه المحطات بسعر يجعلها قادرة على التنافس في السوق مع غيرها من مصادر الطاقة المتجددة الأخرى وطاقة الوقود الأحفوري. 

ومن أجل المساهمة في ذلك يقوم الاتحاد الأوربي بتمويل مشروع "فينوليف" الذي يعتمد على استخدام ثفل الزيتون (ما يتبقى من عملية عصر الزيتون) في إنتاج الوقود الحيوي.


ويسعى الاتحاد الأوربي منذ مدة إلى زيادة نسبة ما ينتجه من الطاقة الرفيقة بالبيئة مثل الغاز الحيوي المحول من المخلفات النباتية والحيوانية. 

غير أن أسعار الكتل الحيوية التي يعتمد عليها في ذلك في ارتفاع مستمر.


أشتيفان مولر كبير الباحثين في الجامعة النمساوية، وأحد أعضاء الفريق المكلف باستكشاف الطاقة المحتمل أن يوفرها ثفل الزيتون، يضع على مكتبه زجاجات تحوي بقايا الزيتون، بعضها يتطابق لونه مع لون الزيتون والبعض الآخر يتخذ لونا داكنا، الأخيرة يطلق عليها الباحث مولر اسم "الزبرجد الزيتوني" ويوضح أنها العنصر المغذي لمحطات إنتاج الغاز".
نستخدم مخلفات الزيتون، وبالتالي فإن زيت الزيتون يستغل تقريبا بالكامل. إنها نوع من نفايات معاصر الزيتون لكنها ما تزال تحتوي على نسبة كبيرة من الطاقة".

وقود المستقبل

وقبل أن يتم تحويله إلى طاقة، يقوم العلماء أيضا بتحديد العناصر التي يمكن استخراجها من ثفل الزيتون، ففي مختبر فينوبيا يتم تحليل "الفينولات" (مادة عطرية عضوية هيدروكاربونية) في مجموعة من المواد الخام المختلفة من أجل استخدامها في إنتاج مواد نهائية مثل مستحضرات التجميل والمواد أو الإضافات الغذائية، وهو ما سيزيد من قيمة ثفل الزيتون.


حجم محطات إنتاج الغاز هذه صغيرة بما يكفي ليتم إنشاؤها قرب مزارع ومعاصر الزيتون، ويقول فريق الباحثين: إن جزءا من عملهم يقوم أيضا على تطوير طرق لتكرير وقود سائل، انطلاقا من الكتل الحيوية التي تتكون من مخلفات عصر الزيتون، وهو ما سيسمح للمركبات المستعملة في المزارع والمعاصر بالاعتماد كليا على الوقود المكرر من المخلفات التي تنتج عندها محليا.


يقول المهندس يوهانس شميد الذي أشرف مع المجموعة على إنشاء مصفاة تكرر الوقود السائل من مخلفات الزيتون: "نظريتنا تقوم على فكرة المصفاة الحيوية التي نعتمد عليها في إنتاج وقودنا في المستقبل من أجل الاستغناء عن الوقود الأحفوري". .



وتنتج أوربا 80 مليون طن من ثفل الزيتون سنويا، حسب مشروع فينوليف، وفي حال نجاح المشروع، فإن ذلك يساهم في تقليص تكلفة الطاقة في أوربا والزيادة من قيمة زراعة الزيتون في الوقت نفسه.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

الجريدة الرسمية