رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. إسرائيل تخطط لكارثة بالمنطقة..رصدت 2.9 مليار دولار لتكلفة حربها ضد إيران..خبير: اتفاق طهران والغرب ترخيص رسمي لدخول النادي "النووي"..و"تل أبيب" تتمرد على موقف"واشنطن" عقب موقفها في أوكرانيا

فيتو

في ظل غضب الكيان الصهيونى من الاتفاق المرحلى الذي تم توقيعه بين طهران والقوى العظمى في الغرب، تسعى إسرائيل لإشعال حرب قد تؤدى إلى كارثة على منطقة الشرق الأوسط.

وتشكك إسرائيل في نوايا إيران وترى أنها تستغل المفاوضات الحالية بتجميد برنامجها النووى بشكل مؤقت لحين التأكد من وقف العقوبات المفروضة ضدها، ومن ثم يمكنها خلال فترة قصيرة امتلاك قنبلة نووية، الأمر الذي يثير رعب إسرائيل.

وتستعد إسرائيل حاليا للدخول في مواجهة مع طهران، وخاصة بعد أن بثّ التليفزيون الإيراني مؤخرًا فيلمًا يصف تدمير إسرائيل، وكيف سيهاجم سلاح الجو الإيراني دولة الاحتلال، في حال اختارت الأخيرة مهاجمة منشآتها النووية، والذي صور أبراج عزريئيلي الشهيرة وسط تل أبيب وهى تنهار جراء القصف الإيراني.

وترى إسرائيل في ذلك تهديدًا صريحًا لها من جانب طهران، وعلى خلفية التقارب الأخير بين الولايات المتحدة وإيران رأت إسرائيل أنها قد تقف أمام الخطر النووى الإيرانى بمفردها، وهو ما دفع وزير جيش الاحتلال "موشيه يعالون" إلى أن يقول في مؤتمر أجرى في جامعة تل أبيب: إن الولايات المتحدة لا تتخذ موقفًا حازمًا حيال إيران لذا ينبغى على إسرائيل الاستعداد للقيام بعملية عسكرية مستقلة ضد المنشآت النووية في طهران.

وأضاف "يعالون": كنا نعتقد أن الولايات المتحدة هي التي سوف تقود المعركة ضد إيران، لكن على النقيض فهى تجرى للأسف مفاوضات معها، وعلى خلفية ذلك يجب أن نتعامل مع المسألة بشكل أحادى الجانب.

وأشارت "هآرتس" إلى أن تصريحات "يعالون" تشير إلى وجود تغير كبير في موقفه بشأن التعامل الإسرائيلى مع الملف النووي الإيراني، موضحة أنه في فترة ولاية "يعالون" السابقة كان يقود معسكر المعارضين في الوزارة لهجوم إسرائيلي أحادى الجانب ضد إيران، كما دخل في مواجهات حادة مع "إيهود باراك" وزير الجيش آنذاك.

وهذا ما أكدته صحيفة "واشنطن فري بايكون" الأمريكية، بأن القيادة السياسية الإسرائيلية، أمرت جيش الاحتلال في جلسة بالكنيست، بضرورة مواصلة الاستعداد لتوجيه ضربة عسكرية أحادية الجانب ضد المنشآت النووية الإيرانية، رغم الاتفاق المبرم بين طهران والقوى العالمية الست.

وكشفت الصحيفة أن رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" أمر وزير الجيش "موشيه يعالون" بالاستعداد لضرب إيران بتكلفة قد تصل إلى 2.9 مليار دولار خلال العام الجاري.

وقال "يعالون"، الذي عارض في وقت سابق توجيه ضربة وقائية إسرائيلية، هذا الأسبوع: إن إسرائيل لا يمكن أن تعتمد على الرئيس الأمريكى "باراك أوباما" في قيادة العمل ضد طهران، إذا فشلت المفاوضات، مستشهدا بأزمة أوكرانيا كمثال على ضعف الإدارة الأمريكية، قائلا: "علينا أن نعمل بأنفسنا".

فيما أشارت صحيفة "هآرتس" العبرية إلى أن كلا من "نتنياهو" و"يعالون" شدد على الجيش الإسرائيلى بضرورة مواصلة استعداداته خلال العام الجاري 2014 لتوجيه ضربة عسكرية محتملة ضد البرنامج النووي الإيرانى.

وأضافت أن هذا هو ما تم الكشف عنه خلال بيان صادر عن كبار الضباط في جيش الاحتلال أوضحوا فيه أنه تمت مناقشة هذه المسألة عبر اللجنة البرلمانية المشتركة بين لجنتي المالية والخارجية والأمن في الكنيست خلال الأسابيع الماضية.

وأوضح كبار الضباط في الجيش أن هذه النقاشات تأتى في إطار الخطة السنوية لعمل الجيش الإسرائيلي، وأن تكلفة تلك الاستعدادات تقدر ما بين 10 إلى 12 مليار شيكل سنويا.

وما يدلل على أن العقلية الإسرائيلية ترجح فكرة الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية هو ما قاله المحلل الإسرائيلى "الكس بشمان" في مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن جولة المفاوضات الحالية في فيينا جولة فارغة، معتبرًا أن إيران حصلت مسبقًا على صندوق المال كاملًا في لعبة البوكر مع الغرب، وأنها تستغل هذا الاتفاق المزمع لمواصلة تخصيب اليورانيوم.

واعتبر المحلل الإسرائيلى أن اتفاق الغرب مع إيران، هو بمثابة ترخيص رسمي لطهران بأن تصبح دولة على حافة القدرة النووية، موضحًا أن رفض واشنطن فرض مزيد من العقوبات على طهران جعلها تستهين بالجميع.

وأبرز المحلل الصهيونى أن هناك فارقا واحدا بين جولة المفاوضات التي تجرى حاليا والجولات السابقة مع إيران وهى أن روسيا بعد أزمة القرم أصبحت لاعب مواجهة وستفعل ما بوسعها كى تؤرق الأمريكان، الأمر الذي يصب في مصلحة الإيرانيين، وأن الرئيس الروسى "فلاديمير بوتين" لن يسمح بعد ذلك أن يدمروا التفاوض السرى أو العلنى مع طهران.

وشدد على أن كبار القادة في إسرائيل يأملون أملًا ميئوس منه أن يسحب الرئيس الأمريكى آخر ورقة "جوكر" خلال جولة المحادثات الحالية ويظهر الحزم أمام مهزلة إيران، لكنهم في الوقت ذاته متأكدون أن "أوباما" لن يستطيع أن يكشر عن أنيابه أمام إيران خشية رد الفعل الروسى.
الجريدة الرسمية