البابا يرد على المشككين في استخلاص «الميرون».. تواضروس: المسيحية لا تمنع استخدام الاختراعات العصرية.. المجمع المقدس وافق على الطريقة الجديدة لصنع «الزيت المقدس».. ولدينا غيرة على ك
قال البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن الجلسة الاستثنائية للمجمع المقدس في 20 فبراير الماضي جاء في نهاية "سيمينار" الآباء الأساقفة الذي استمر طيلة ثلاثة أيام حيث تم الإعلان عن عمل الميرون لهذا العام نظرا لنفاد الكميات المتبقية منه.
وأوضح خلال مقاله بمجلة الكرازة الصادر بتاريخ 14 مارس، ردًا على التساؤلات حول طريقة عمل الميرون المستحدثة، مؤكدا أن جلسة المجمع جاء لمناقشة موضوعين أولهما عمل الميرون للمرة الـ 35 في تاريخ كنيستنا والثاني إقرار لائحة انتخاب البابا.
وأضاف البابا أن القمص جوارجيوس عطا الله الكاهن بإيبارشية لوس أنجلوس بأمريكا " متخصص في الكيمياء" وشارك البابا شنودة الثالث المتنيح في كل المرات عمل الميرون سبع مرات منذ عام 1981 وحتى 2008، وعرض استخدام أسلوب الجديد وأجاب على الأسئلة التي طرحها المجتمعون، ولم يفرض رأيا معينا.
وزاد البابا:" إن الموافقة على عمل الميرون بالطريقة الجديدة أخذت الموافقة برفع الأيدي والاتفاق على تحديد أيام 8 و9 و21 أبريل 2014 لهذا العمل المقدس بدير الأنبا بيشوي العامر".
وأوضح أن فكرة عمل الميرون هي استخلاص الزيوت العطرية الموجودة في 27 مادة نباتية صلبة بعمليات كيميائية من طحن ونقع وتسخين وتقليب وتبريد وتصفية التفل ثم غسل التفل بزيت الزيتون (لعمل الغاليلاون)، وإلقاء التفل المتبقي.
وأردف:" إن تلك العمليات تسمي "طبخ الميرون" وهي تسمية شعبية تماما (كما نسمي سهرات شهر كهيك: سبعة وأربعة) وهي في الحقيقة عمليات كيميائية –لمن لا يدري- بهدف استخلاص العطور الموجودة في المواد النباتية الصلبة حيث تضاف إلى زيت الزيتون".
وأشار إلى أن أساليب الاستخلاص تطور بتطور العلم، وضرب مثلًا بأنه في القديم كان استخدام "الرحاية" في الطحن ثم تطور الأمر إلى الدق بالهاون وحاليا يستخدمون الخلاط الكهربائي والذي ينجز نفس العمل في وقت أقصر بكثير وبكفاءة عالية وبنتائج أفضل ؛ وإن الميرون يساوي عطور تضاف لزيت الزيتون وتقدس بالصلوات والقراءات.
وأكد أن المسيحية وبالروح القدس العامل فيها ليس هناك ما يمنع من استخدام نتاجات العلم والتطور في تسيير أمور الكنيسة دون المساس بالعقيدة وأساسات الإيمان المستقيم، لافتًا بأنه ليس من الحكمة استخدام "الهون" في الطحن ونحن نملك الخلاط الكهربائي فهذا بالتأكيد عبث وإضاعة للوقت الذي هو أثمن عطية، هذا تطوير في الوسيلة وليس في جوهر العمل كله.
وضرب أمثلة بأنه يستخدم ماكينات عمل الزخارف الخشبية في عمل حامل الأيقونات بدلا من الأسلوب اليدوي، ونستخدم العجانات الكهربائية بدلا من العجن باليد في صنع القربان والأمثلة عديدة جدا.
وأوضح أنه في القديم كان استخدام الدرهم لمقادير مواد عمل الميرون أما الآن يستخدمون الجرامات، وأكد البابا أن الأسلوب الجديد لعمل الميرون يتيح استخدام الزيوت العطرية الطبيعية والمستخلصة بكفاءة تامة ونقاوة كاملة بإمكانيات غير موجودة لدينا، هي فقط في المصانع الكبري والتي تحتكر استخلاص العطور فقط في ست أو سبع شركات متخصصة موجودة في الأسواق العالمية ؛ وأشار إلى أن الأسلوب الجديد يتم بدون تبقي "التفل " الذي يلقي ويطرح خارجا بلا فائدة.
وقال البابا تواضروس في مقاله ـــ نحن لدينا غيرة كبيرة على كنيستنا الأرثوذكسية ولا ننتظر أن يعلمها لنا آخرون مهما كانت التسميات التي يطلقونها على أنفسهم والتي توحي للعامة أنهم فقط الذين يعرفون.
ومضي يقول:" أدعوهم إلى الإفصاح عن أسمائهم بدلا من النشر على النت والتستر وراء عبارات تهدم أكثر مما تبني وتسبب بلبلة نحن في غني عنها من أجل سلامة حياتنا وكنيستنا وكل الشعب فيها".
واختتم البابا بأن عمل الميرون يبدأ بالقراءات الكتابية يوم 8 أبريل ومن ثم التقديس باليوم التالي ـ ويضاف الخميرة في صباح شم النسيم " صباح يوم إثنين عيد القيامة " ويحضر الميرون قداسات الخماسين ليبدأ بعدها توزيعه على الإيباراشيات والكنائس.
وكانت رابطة «حماة الإيمان» ومجموعة «الصخرة الأرثوذكسية»، و«تاريخ الأقباط المنسي» و«لا اتحاد كنائس إلا بحوار مسكوني» ومجموعة «لا طلاق إلا لعلة الزنى» ومجموعة «لا تفاوض في الأسرار المقدسة»، ومجموعة «أبناء البابا شنودة المتمسكون بكل تعاليمه»، أصدروا بيانا قالوا فيه إن «الطريقة الجديدة التي أعلن عنها البابا تواضروس في مجلة الكرازة عدد 28 فبراير الماضي، ستحول طبخ الميرون إلى عملية كيماوية بحتة، تستخدم فيها مستخلصات النباتات العطرية بنسب معينة وتختصر الوقت جدا مع إلغاء الخمس طبخات المتعارف عليها، وأصبح الموضوع أقرب لعمل دواء، ولا نعرف هل سينجح الأمر أم لا».