رئيس التحرير
عصام كامل

دموع الشيخ كريمة.. ولسان برهامي !


أوجع قلبي ورج عقلي الشيخ الجليل والعالم اﻷزهري د. أحمد كريمة، وجه الرجل سؤالا إلى ياسر برهامي وشيوخ الدعوة أو العقيدة السلفية - على حد تعبيره - وقال: هل ترونني مسلما أم كافرا؟ يعتبر السلفيون الأزهر أشعريا، والأشاعرة زائغو العقيدة، الزائغ عن العقيدة خارج عن الملة، والخارج عن ملة الإسلام هو كافر، يعني كلام السلفية أن جميع علماء ومشايخ الأزهر من إمامه الأكبر فضيلة الشيخ د. أحمد الطيب إلى أصغر عالم ودارس هم خارجون عن الملة... كفار والعياذ بالله!


شيخ بعلم ووزن د. كريمة، حين يتساءل هل أنا كافر بعد كل ما حصله من العلم الأزهري وكل هذا العمر في خدمة دين الإسلام السمح، فإن هذا أمر يجعلنا في حيرة من موقف السلفية، ونواياهم، وطريقتهم السهتانة.. يراهم د.كريمة يدينون عنف اﻹخوان ﻷنهم يجهزون أنفسهم والمجتمع، ليرثوهم في الشارع، لا يؤمنون بمدنية الدولة، ولهم كتاب موجود في السوق من 40 سنة، تحت سمع وبصر الدولة خلال عصري السادات ومبارك، يحرمون فيه تحية العلم المصري أو الوقوف إجلالا للسلام الوطني أو أداء التحية العسكرية للرتبة اﻷعلي !

المرارة والشعور باﻹهانة مرتسمان على كل ملامح داعية مصري وطني مخلص، ينزف ألما ويعاني الجحود والعداء والتجني، فوصفته صحيفة قومية بأنه شيعي ! الرجل زملكاوي من 40 سنة، ولم يتغير ! هو سني عريق شأن كل المصريين، في عقل وقلب الشيخ، يسكن الوطن وتقيم العقيدة، جنبا إلى جنب، يعشق وطنه وتنحدر دموعه وهو يدعو لمصر مرتجفا بحبها، أو حين يدعو على أعدائها.. يسمي البيت اﻷبيض البيت الأسود، دعا عليهم وعلي تركيا وقطر والشيعة والإخوان ! يتعلم السلفيون بذكاء من خطايا وأخطاء الإخوان.. أفضل ما تعلموه هو مسايرة المجتمع، وخطب وده وإزاحة اﻹخوان، والحلول مكانهم.. الدولة تعرف الخريطة السلفية، والمشايخ والإخوان الذين يعتبرون السلفيين خونة لهم، بل عملاء سابقون ولاحقون ﻷمن الدولة.

ينبهنا د. كريمة إلى خطرهم المتسلل في هدوء وكياسة، هم يعتبرون شيوخ اﻷزهر كفارا.. فكيف ينظرون إلى بقية أفراد المجتمع ؟! المفروض ألا يكون لدينا أحزاب دينية وفق الدستور.. مع اﻹبقاء على ما صدر في العصر الذهبي للفوضي "المرسوية" من أحزاب تعللت بأنها ليست دينية بل ذات مرجعية إسلامية ! بصراحة.. السلفيون يتمسكنون فيتمكنوووووون !
الجريدة الرسمية