رئيس التحرير
عصام كامل

سر المرأة الإخوانية التي أطاحت بـ "عنان" من سباق الرئاسة.. ترددت على اعتصام رابعة.. زرعتها الجماعة داخل مكتب الفريق لدعمه في مواجهة "السيسي".. و"طنطاوى" يقنع "الجنرال" بالتراجع عن الترشح

 الفريق سامى عنان
الفريق سامى عنان

رافعًا شعار "الباب اللى يجيلك منه الريح سده واستريح" أنهى الفريق سامى عنان،الرئيس السابق لأركان الجيش المصرى، وأحد أبرز قيادات المجلس العسكري الذي حكم مصر عقب سقوط نظام مبارك، الجدل المثار حول ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة بإعلانه التراجع عن خوض ماراثون الرئاسة حرصا على ما سماه "المصلحة الوطنية" في خطوة اعتبرها الكثير من المحللين محاولة لحفظ ماء الوجة خاصة بعد فشله في الحصول على دعم أي من الكتل التصويتية الكبرى.


"عنان" الذي بذل كل ما في وسعه طيلة الأشهر الأخيرة لإقناع الأقباط والسلفيين والصوفيين بدعمه في مواجهة المشير عبدالفتاح السيسي في سباق الوصول إلى الاتحادية فاجأ الجميع بإعلان موقفه الرافض دخول المعركة الكبرى وتأكيده بالحرص على وحدة الصف داخل المؤسسة العسكرية لم يكن يقول الحق ولم يعلن الأسباب الحقيقية التي دفعته للانسحاب المخزى من صراع المنافسة على المنصب الرفيع قبل بدايته.

الأسباب الحقيقية التي أجبرت "عنان" على الانسحاب والتراجع بضع خطوات للوراء كثيرة لكن أهمها على الإطلاق تلك الأنباء التي بدأت تتناثر عن اتصالات أجراها الجنرال المتقاعد بعدد من قيادات الإخوان للتنسيق معهم فيما يتعلق بدعمه في الانتخابات وهى الاتصالات التي رصدتها جهات أمنية وعلم بها عدد كبير من زملاء عنان في المجلس العسكري الذي أدار أمور البلاد بعد ثورة 25 يناير بقيادة المشير محمد حسين طنطاوى الذي أزعجته تفاصيل تلك اللقاءات لكنه في البداية رفض التدخل للضغط على رئيس أركانه رغم إلحاح عدد كبير من قيادات مجلسه والتي دعته لإقناع "الفريق" بالتوقف عن وصل حبال الود مع جماعة الإخوان.

صمت المشير طنطاوى لم يدم طويلًا خاصة بعد أن تأكد بنفسه أن حملة عنان التي شكلها لإدارة حملته الانتخابية مخترقة من الإخوان وأن الجماعة نجحت في زرع سيدة إخوانية ضمن مكتبه الخاص وأن تلك السيدة تتولى التنسيق بين عنان وعدد من قيادات الجماعة داخل وخارج مصر، "، والتي كانت من ضمن المترددين على اعتصام رابعة العدوية وتلقت عددًا من الدورات التأهيلية مع حزب "مصر القوية".

على الفور دعا "طنطاوى" عددا من زملائه بينهم اللواء حسن الروينى إلى اجتماع طارئ في منزله لمناقشة الأمر واتفق الجميع في ذلك الاجتماع على أن تصرفات عنان ستفتح عليهم أبواب جهنم وستعيد إلى الأذهان الممارسات الخاطئة للمجلس العسكري إبان المرحلة الانتقالية الأولى وقال أحد الحاضرين في ذلك الاجتماع نصًا: "ترشح الفريق سامى عنان هيفتح علينا أبواب جهنم وهيطلعولنا الملفات القديمة".

واتفق الحضور على أن يتولى المشير طنطاوى مهمة إقناع عنان بالتراجع عن الترشح ووقف التواصل مع الجماعة.

من بعدها التقى طنطاوى الفريق عنان أكثر من مرة كان أولها يوم إعلان رئيس الأركان السابق ترشحه للمنصب يوم عزاء شقيقه، يومها طالبه "المشير" بعدم الترشح للمنصب لكن "عنان" أكد له أن الترشح حق أصيل له وأنه يسعى لمصلحة البلاد، مما دفع "طنطاوي" إلى الدفع باللواء "الرويني" واللواء محسن الفنجري، عضوي المجلس العسكري السابق، لإقناعه بعدم الترشح مستغلا علاقة الصداقة القوية التي تربطهما برئيس الأركان السابق.

لم يقتنع عنان كثيرا بمحاولات زملائه معه ودخل في صراعات متواصلة مع قيادات عسكرية سابقة لإقناعهم بأحقيته في الترشح وتأكيده أن ترشحه يخدم القوات المسلحة بأكثر مما يضرها، خاصة أنه وفقا لكلامه فإن نزوله الانتخابات يعطى رسالة للداخل والخارج أن الجيش لا ينحاز لأى مرشح من المرشحين لكنه في الوقت نفسه وعد قيادات مجلس طنطاوى بالتفكير في التراجع عن الترشح بعد دراسة الأمر دراسة وافية.

أمام إصرار قيادات "مجلس طنطاوى" على عدم ترشحه عقد "عنان" عدة لقاءات بعدد من الشخصيات الشبابية المحسوبة على القطاع الثوري والحزبي، بمقر مكتبه بالدقي، لتبادل وجهات النظر حول رؤيته الانتخابية، أكد خلالها قدرته على الفوز خلال الانتخابات الرئاسية شارحا لهم شعبيته بين عدد من فئات المجتمع من بينهم الصوفيون لكون شقيقه "حاتم" أحد مشايخ الصوفية.

وأجرى عدد من الاتصالات بنفسه من هاتفه الخاص بالشباب، لمحاولة التقرب لهم وإثبات حسن نواياه، وبدأت تلك اللقاءات مع بداية شهر مارس الجاري، وعرض على عدد من شباب الأحزاب أن يحل محل مكتبه الإعلامي خلال حملته الانتخابية، كمحاولة منه لتدارك المعلومات التي انتشرت بين أصدقائه القدامى وعدد من منافسيه عن وجود عدد من المنتمين للفكر الإخواني ضمن مكتبه فسعى لتعديل أعضاء حملته الانتخابية مع الإبقاء على مسئولي مكتبه بعيدا عن الحملة الرسمية لاجتذاب أصوات جماعة الإخوان من خلالهم.

ومع تصاعد وتيرة الضغوطات التقى "عنان" مع "طنطاوي" بمنزله لتوضيح موقفه من الانتخابات الرئاسية وتأكيده خوضها حرصا منه على مستقبل البلاد من دخولها في الهاوية في حال وصول وزير الدفاع الحالي للحكم وما ستقوم به جماعة الإخوان التي سترفض بدورها أي مصالحات حينها.

كما أوضح لـ"طنطاوي" أن خوضه سباق المنافسة في مواجهة "السيسي" يعد برهانا للعالم الخارجي على أن القوات المسلحة المصرية لن تدعم أحد ابنائها على حساب الأخر.

وعلمت "فيتو" أن حديث "عنان" أغضب "طنطاوي" وشدد على حتمية انسحابه من المنافسة وعدم اعتماده على جماعة أسقطت مصر طوال فترة ولاية محمد مرسي، رئيس الجمهورية المعزول، مما جعل "عنان" يدخل في مرحلة مراجعة القرار وعدم الاتصال بأي ممن وعدهم بالوجود ضمن حملته الرسمية، رغم وجود اتفاق مسبق بينهم على عقد لقاءات دورية على مدى يومين أسبوعيًا ولمدة تتراوح من ثلاث لأربع ساعات خلال كل لقاء للتواصل بشأن برنامجه الانتخابي.

وعاود "عنان" الاتصال بوزير الدفاع السابق هاتفيا ووعده بإعادة التفكير في ترشحه لمنصب رئاسة الجمهورية، ودراسة الوضع مرة أخرى مطالبا "طنطاوي" بإمهاله عدة أيام للتفكير.

وأكدت مصادر أنه في أعقاب جلسة "عنان" الأخيرة مع "بكري" و"الرويني" والتي سبقت إعلانه الانسحاب من سباق المنافسة على منصب رئاسة الجمهورية بعدة ساعات، أجرى "عنان" عدة اتصالات فجر يوم الخميس بعدد من الشباب الذين وعدهم بالوجود في الحملة الانتخابية مطالبا إياهم بالوجود معه خلال المؤتمر الصحفي، دون الإفصاح لهم عن قراره، وكان من بينهم عضو عن حملة شعبية لـ"عنان" وأعضاء بعدد من الأحزاب السياسية.

"نقلا عن العدد الورقي"
الجريدة الرسمية