في ذكرى عيد الأم.. الصدق سر نجاح "ست الحبايب"
"ست الحبايب.. " تلك الأغنية التي تميز عيد الأم، وتتربع على قمة أغاني هذا اليوم، رغم مرور أكثر من55 سنة عليها، علما بأن كتابتها لم تستغرق أكثر من خمس دقائق.
ففى بداية الستينيات من القرن الماضى، وبالتحديد في عيد الأم بمصر ذهب الشاعر الغنائى الكبير ''حسين السيد''، في زيارة لأمه، وكانت تسكن في أحد الأحياء الشعبية في الدور 6 وبعدما صعد السلم، وأمام باب الشقة اكتشف أنه نسى شراء هدية، وكان من الصعب نزول السلم مرة أخرى، فأخرج من جيبه قلما وورقة وبدأ يكتب هذه الكلمات لتكون هدية والدته في عيدها، وكتب الكلمات بشكل تلقائى بدون مسودة مبدئية.. فكانت الكلمات الآتية
''ست الحبايب يا حبيبة يا أغلى من روحى ودمى يا حنينة وكلك طيبة يا رب يخليك يا أمى ست الحبايب يا حبيبة.. أنام وتسهرى وتباتى تفكرى وتصحى من الآذان وتقومى تشقرى يا رب يخليك يا أمى يا ست الحبايب يا حبيبة يا حبيبة''..
ثم طرق السيد باب الشقة، وعندما فتحت والدته بدأ يسمعها كلمات الأغنية ففرحت بها جدا ثم وعدها على الفور بأنها سوف تسمعها في اليوم التالى في الإذاعة المصرية بصوت غنائى جميل، وقال السيد هذا بشكل عفوى دون أن يعرف كيف سيفى بهذا الوعد.
ثم اتصل حسين السيد على الفور بالموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب وأعطاه كلمات الأغنية على التليفون، فأعجب عبد الوهاب كثيرا بكلماتها،لأنه كان يحب أمه كثيرا.
فقام بتلحينها في بضع دقائق ثم اتصل بالمطربة فايزة أحمد لتحضر عنده وأسمعها الأغنية وتدربت عليها وحفظتها، وفى صباح اليوم التالى 21 مارس ذكرى عيد الأم غناها في البداية محمد عبد الوهاب على العود فقط، ومع نهاية اليوم كانت فايزة أحمد قد غنتها في الإذاعة بالتوزيع الموسيقى، وبذلك أوفى حسين السيد وعده لوالدته، وربما هذه العفوية والصدق الذي يملأ الأغنية هو سر نجاحها لأكثر من55عاما.