رئيس التحرير
عصام كامل

مدير سد النهضة: تربطنا علاقة عريقة بالمصريين ولن نفعل شيئا يضرهم..المشروع لن يؤثر على حصة مياه نهر النيل ويعود بفوائد عديدة على القاهرة.. إثيوبيا والسودان وجيبوتي يستفيدون من الطاقة المولدة

سد النهضة - صورة
سد النهضة - صورة ارشيفية

أكد مدير مشروع سد النهضة الإثيوبى المهندس «سيمينيو بيكيللي»، أن مشروع هذا السد لا يهدف إلى إلحاق أي ضرر بالشعب المصرى.

وقال مدير مشروع سد النهضة الاثيوبي، «إن الرسالة التي أود إرسالها إلى الشعب المصري هي أننا تربطنا علاقة عريقة بأشقائنا وأخواتنا في مصر، ولذلك فإننا لم ولن نحاول أبدًا فعل أي شىء يلحق ضررًا بهم، ولن نسعى للتسبب في إلحاق ضرر بآخرين».

وأضاف قائلا «إنني أود أن أوضح أن الحكومة لدينا والمواطنين في إثيوبيا يسعون من أجل إنجاز مشروع السد على اعتبار أنه يمثل أداة لمكافحة عدونا المشترك الذي يتمثل في الفقر، ولذلك فإننا نبحث عن وسائل عملية لمكافحة الفقر ويتعين علينا مكافحته حتى يتم استئصاله، وقمنا بإعداد إستراتيجيات مختلفة للتنمية ونقوم بتنفيذ مشروعات للتنمية في مختلف المجالات بهدف تحسين مستوى معيشة مواطنينا».

وردًا على سؤال عن مخاوف المواطنين في مصر من أن يؤدى إنشاء السد إلى التقليل من تدفق مياه نهر النيل إلى مصر والتأثير على معيشتهم، قال مدير مشروع سد النهضة، الذي يعمل بهيئة الطاقة الكهربية الإثيوبية «أود طمأنة أشقائنا في مصر بأن محطات توليد الطاقة بالقوى المائية في هذا المشروع لن تستهلك مياه لأن التوربينات المستخدمة فيها لتوليد الكهرباء مصممة بطريقة تجعلها لا تستهلك مياه».

وتابع «مسئولون مختلفون في الحكومة وزملائي أوضحوا في مناسبات عديدة أن هذا المشروع سيفيد الدول الأخرى، وخاصة دول المصب، مثلما سيفيد إثيوبيا، وأنه ستكون هناك فائدة متساوية».

وذكر مدير مشروع سد النهضة الإثيوبي «ستكون هناك كثير من الفوائد لمصر من هذا المشروع، من حيث توفير المياه وإدارة المياه واستخدامه لأدوات تساعد على التحكم في مياه الفيضانات، وذلك وفقًا لحقائق علمية، وسيؤدى أيضًا إلى التقليل من معدل تبخر المياه مما يساعد على توفيرها وتدفقها، وسيؤدى إلى إطالة أمد الملاحة النهرية التي تحتاج إلى استمرار تدفق المياه، وذلك إذا تم الأخذ في الاعتبار أن طرق الملاحة النهرية تتوقف فترات طويلة أثناء موسم الجفاف حيث ينخفض منسوب المياه وتتسبب الرواسب وتجمعات قطع الأحجار بقاع النهر في عرقلة الملاحة واضطرار الجهات المختصة إلى تقصير الرحلات الملاحية، وأعتقد أن الأشقاء في مصر يعانون من ذلك أثناء الجفاف، ولكن السد سيؤدي إلى توفير المياه اللازمة وإتاحة الفرصة لإطالة أمد فترات الملاحة، ولهذا فكر الإثيوبيون في إنشاء هذا المشروع، ونحن نستثمر فيه الكثير لأن النتيجة ستفيدنا».

وأشار مدير مشروع سد النهضة، إلى أن «الجيل الحالي من المصريين والسودانيين والإثيوبيين عليه مسئولية تسليم كوكب الأرض إلى الجيل القادم وهو في حالة صحية، وذلك يتم عن طريق التنمية وتطوير البنية الأساسية، ونحن نعتقد أن الاستثمارات قادمة وأن الطاقة الكهربية هي بمثابة العمود الفقرى للاستثمار، ولذلك فإنه بمجرد أن نبنى السد لتوليد الطاقة الكهربية فإننا سنحافظ على سلامة البيئة لأنه سيؤدى إلى توليد الطاقة بطريقة نظيفة، وبالتالى يمكن أن يساعد على مكافحة إنبعاثات الكربون الذي يتسبب في تلوث البيئة من جراء استخدام وسائل أخرى لتوليد الطاقة تكون ملوثة للبيئة، ولذلك فإنه سيفيد إثيوبيا ومصر والسودان على قدم المساواة، وستمتد هذه الفائدة لتشمل المنطقة أيضاَ لأن توليد الكهرباء وتحقيق التكامل سيؤديان إلى الحفاظ على الاستقرار، وإذا تحقق الاستقرار سيمكننا تحقيق التنمية المستدامة، وإذا تحقق ذلك فإن مستوى معيشة مواطنينا سيتحسن، ولذلك يتعين علينا العمل معا لتحقيق هذا الهدف حتى يمكننا المشاركة في الفائدة بصورة متساوية».

وأوضح مدير مشروع السد «إن هذه بعض الفوائد التي يمكننى إلقاء الضوء عليها، ولكن ستكون هناك كثير من الفوائد الضخمة التي سيحققها مشروع هذا السد لأشقائنا وأخواتنا في مصر والسودان والمنطقة بسبب الآثار الاقليمية والقارية لهذا المشروع».

وأضاف قائلا «إن هذا المشروع صديق للبيئة، وإن هناك خطوط ربط كهربي بين إثيوبيا والسودان وجيبوتي، وأنه بمجرد إنجاز هذا المشروع سيتم مد شبكة الكهرباء لمسافات بعيدة، وهذا سيؤكد مدى فعالية مشروع السد في سوق الطاقة العالمية، ولذلك فإنه سيكون مفيدًا لنا وسيساعد على تحسين مستوى معيشتنا، ومن أجل هذا فإننا أعربنا في كثير من المناسبات عن حرصنا على التعاون، ونحن نقدر علاقاتنا التاريخية العريقة مع مصر».

واختتم مدير مشروع سد النهضة بقوله «إنه في إطار شعورى الشخصى بالمسئولية وشعور الحكومة الإثيوبية أيضا بالمسئولية نبني هذا المشروع بطريقة احترافية عالية وبمسئولية كبيرة، ولقد أنشأنا كثيرًا من المشروعات المماثلة، ولدينا خبرة طويلة ونعرف كيف نبنى السدود بطريقة آمنة، والذي أود أن أقوله هو أن هذا السد سيفيدنا جميعًا حقًا».
الجريدة الرسمية