رئيس التحرير
عصام كامل

«فيتو» ترصد تغييرات مقاعد الدول في القمم العربية خلال سنوات «الربيع العربي».. تغييرات متلاحقة لممثلي مصر وليبيا واليمن وتونس.. «عدلي منصور» على مقعد مصر للمرة الأولى والأ

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تفصلنا ستة أيام فقط عن عقد القمة العربية الـ25 في دولة الكويت والتي بدأت اجتماعاتها التحضيرية، اليوم الخميس، وتستمر حتى يومي 25، 26، بحضور القادة والحكام العرب.

وتشكل قمة هذا العام حالة فريدة وجديدة على صعيد العلاقات المتشابكة في المنطقة، وفي ظل حالة الصراع العربي الدائر الآن.

وتأتي القمة، الـ25، والتي تعقد لأول مرة بالكويت، لتكون ثالث قمة عربية تعقد بعد مرور ثلاث سنوات على ثورات ما سمي "الربيع العربي" لتظهر حالة التغيير التي تشهدها الدول العربية، خاصة في رئاسة الدول التي هبت عليها رياح الربيع العربي، بعد ثبات كبير لشكل وصورة الحكام القابعين على عروشهم في القمم المختلفة.

فمنذ قمة سرت في 2010، وحالة التغيير هي السمة الغالبة في القمم اللاحقة سنوات طويلة من حضور: "حسني مبارك، زين العابدين بن على، معمر القذافي، على عبدالله صالح، وأخيرا بشار الأسد".

ويأتي عام 2011 لترجأ القمة والتي كان مقررًا لها الانعقاد في العراق غير مرة إلى أن تنظم في مارس 2012، بحضور: "المنصف المرزوقي الرئيس المؤقت لتونس، مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي، وزير خارجية مصر آنذاك محمد كامل عمرو، ووزير خارجية اليمن أبوبكر القربي".

ثم تبدلت الأوضاع في قمة الدوحة 2013 التي حضرها الرئيس المعزول محمد مرسي، ورئيس الوزراء الليبي المقال على زيدان، عبدربه منصور هادي رئيس اليمن، وفي حين غاب بشار الأسد عن الحضور بسبب تجميد مقعد سوريا في الجامعة.

وجاء القرار العربي المفاجئ بتسليم المعارضة ممثلة في الائتلاف مقعد سوريا، ليجلس الشيخ معاذ الخطيب لأول وآخر مرة على مقعد سوريا، لمرة وحيدة في القمة التي أقيمت بالدوحة وبرئاسة حمد بن خليفة آل ثان.

والآن في قمة الكويت 2014 فإن هناك العديد من الوجوه الجديدة التي تظهر من جديد على قمة قدر لها لسنوات طويلة أن تظهر بوجوه ثابتة لحكام قبعوا على قلوب شعوبهم طويلا.

فمن الوجوه الجديدة التي تشارك في قمة الكويت للمرة الأولى، والأخيرة المستشار عدلي منصور، الرئيس المؤقت للبلاد والذي من المنتظر مغادرته منصبه المؤقت رئيسا لمصر عقب الانتخابات الرئاسية المرتقبة.

كما يغيب عن القمة أيضا رئيس الوزراء الليبي المقال على زيدان، وسط حديث عن تمثيل ليبيا عبر نوري بوسهمين رئيس المؤتمر الوطني، أو اقتصار التمثيل على وزير الخارجية.

كما يشارك الأمير تميم آل ثان لأول مرة في القمة، ومن المنتظر أن يسلم رئاسة القمة إلى الكويت ويلقي كلمة في افتتاح مجلس أعمالها.

وذلك في وقت يثير الأمير الصغير العديد من صور الجدل حوله وحول سياسة بلاده التي دخلت في عداء مع عدد من الدول العربية، في مقدمتها مصر، خاصة بعد 30 يونيو، ودول الخليج الثلاث "الإمارات، السعودية، والبحرين"، والتى أعلنت عن استدعاء سفرائها لدى قطر بسبب سياستها العدائية.

وفي قمة الكويت التي بدأ العد التنازلي سيتراجع التمثيل إلى وزير أو نائب، فتشير المصادر إلى غياب العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والذي أوفد العام الماضي ولي العهد.

ويغيب قصرا عن القمة الرئيس العراقي جلال طالباني والذي لا يزال مصيره مجهولًا بعد حالته الصحية الحرجة ودخوله في غيبوبة.

كما يغيب أيضا الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، الذي تؤكد مصادر إلى أنه لا يقوى على المشاركة في القمة بسبب وضعه الصحي في وقت يترشح فيه من جديد لانتخابات الرئاسة، الغياب أيضا يمتد للرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد، والذي أجرى جراحة مؤخرا.

وإضافة إلى هؤلاء فهناك أسماء تغيب عادة عن القمة ومازالت لم تؤكد حضورها بعد، خاصة السلطان قابوس حاكم سلطنة عمان، والذي تغيب عن القمم العربية بعد أول قمة شارك فيها في سبعينيات القرن الماضي، ثم آثر فيما بعد على عدم المشاركة في أي من هذه القمم.

وتشير المصادر إلى أن السلطان قابوس يرفض المشاركة في أي قمة، وأنه في قمة شرم الشيخ الاقتصادية، ونظرا للعلاقة الطيبة التي كانت تجمعه مع الرئيس الأسبق حسني مبارك حضر قبيل القمة إلى مصر، والتقى مبارك إلا أنه لم يكمل ولم ينتظر انعقاد القمة.

ويتوقع البعض أن يشارك السلطان قابوس في هذه القمة للعلاقة التي تجمعه مع أمير الكويت، ليكون بذلك يحضر لأول مرة قمة منذ عقود، ونفس الأمر فيما يتعلق بالملك محمد السادس ملك المغرب والذي نادرا يشارك في القمم العربية أيضا.

ويبقى مقعد سوريا معلقًا بين التجميد وبين من سيقعد عليه لو قدر وجرى تسليمه للمعارضة هذه الأيام وهو أمر أصبح فيه المسئولون بالجامعة العربية يستبعدون إمكانية حدوثه الآن.
الجريدة الرسمية