رئيس التحرير
عصام كامل

الإرهابيون يلجئون للشرقية بعد دحرهم في سيناء.. «التلاتة» و«كفر النجدي» أبرز مخابئهم.. استراتيجية جديدة لاستهداف عناصر الأمن.. والداخلية ترد بتعزيزات أمنية

 مبني محافظة الشرقيه
مبني محافظة الشرقيه

في ظل الهجمات الإرهابية المتوالية على المحافظات المختلفة، سواء كان باستهداف مراكز الأمن أو تفخيخ المدارس والجامعات، استأثرت محافظة الشرقية خلال الفترة الماضية بانتشار عناصر «التكفيريين» والعمليات الإرهابية، ويأتى ذلك لموقعها الإستراتيجي وقربها من بعض المدن المهمة كالإسماعيلية، وأماكن حدودية متفرعة أغلبها مزارع وصحارى جبلية يلجأ إليها الإرهابيون والتكفيريون.

ومن أهم هذه المناطق التي تتخذ كمخبأ لعناصرهم قرية التلاتة، ومنطقة سامي سعد بحدود محافظة الإسماعيلية، وحدود وبعض القرى بمركزي فاقوس والحسينية بحدود الشرقية مع محافظة بورسعيد، وقرية كفر النجدي التي تعتبر ملجأ للتكفيريين أتباع عادل حبارة.

شهدت الشرقية خلال الأسابيع القليلة الماضية أحداثا هزت المحافظة وأدخلت الرعب والخوف داخل أبنائها، حيث تعرض العشرات من أفراد أمناء الشرطة، وضباط الجيش والشرطة لسلسلة من الاغتيالات الفردية.

يقول أحد المصادر الأمنية بمديرية الأمن التابعة للمحافظة، إن الأحداث الماضية تجعل الشرقية الحاضنة الجديدة للإرهابيين، مع تغيير نمط العمليات التي يقومون بها والعودة من جديد لموجة التسعينيات التي تتمثل في عمليات الاغتيال الفردية التي تستهدف عناصر بعينها، بعد أن كانت عملياتهم مقتصرة على استهداف المنشآت الثابتة عن طريق السيارات المفخخة أو عمل انتحاري لأحد الشباب المتطرف.

وتابع، لم يكن تعرض أمين الشرطة هاني النعماني من قوة مركز شرطة ههيا، للاغتيال سوى خطوة في استراتيجية جديدة للإرهابيين لتنفيذها بمحافظة الشرقية، موضحًا أن تأمين المنشآت أصبح صارما وصعب اختراقه، فلجأوا لاستهداف العناصر لسهولة اقتناصهم.

ولم يقتصر الاستهداف على أمناء الشرطة، بل حاولوا اغتيال مجموعة من الضابط والمجندين أمام منطقة التجنيد، ونجحوا في اغتيال ضابط بالقوات المسلحة، ومقدم بالأمن الوطني يُدعي «محمد عيد»، وآخر عملية إرهابية لهم كانت في محاولة فاشلة لاغتيال عقيد بالقوات الجوية يُدعى عصام المحلاوي.

فيما أكدت بعض المصادر المدنية، أن الشرقية تحتضن أكبر عدد من البلطجية، وقطاع الطرق وتجار المخدرات، موضحًا أن الشرطة على علم بأماكنهم وأسمائهم جميعًا ولكنها لا تستطيع القبض عليهم.

وأكد أحد أهالي مدينة الصالحية القديمة رفض ذكر اسمه، وجود كمين بين الصالحية القديمة والصالحية الجديدة، من المفروض أن يضم مجموعات قتالية وعسكرية من الشرطة ولكن لا يتواجد به أحد، مما أدى إلى ازدياد أعمال البلطجة والخطف في هذه المنطقة، وذلك لعدم تمكن الأمن من التعامل معهم لامتلاكهم الأسلحة الآلية وتأمين أنفسهم داخل المزارع.

من جانبه، أكد أحد روؤساء الفرع الجنائي بمديرية أمن الشرقية لـ«فيتو»، أن المحافظة شهدت حالة من الاستهتار الأمني، ولكن منذ انتشار العمليات الإرهابية بها، تم تنظيم الحملات المكثفة وذلك بمساعدة قوات الجيش والأمن الوطني والأمن المركزي، تم ضبط العشرات من المجرمين والتكفيريين، وخاصة أتباع التكفيري عادل حبارة.
الجريدة الرسمية