رئيس التحرير
عصام كامل

ننشر نص كلمة مستشار المفتى في لقاء «الطلاب الأجانب»

الدكتور إبراهيم نجم،
الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية،


قال الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، إن الفتاوى الصادرة عن دار الإفتاء المصرية "تعد ترجمة حقيقية للحراك الذي يحدث في المجتمع المصري بكافة شرائحه". 

وأوضح، خلال لقاء مفتوح مع الطلاب الأجانب بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، اليوم الأربعاء، أنَّ سبيل الخروج من حالة البلبلة الناجمة عن فتاوى غير المتأهلين هو الرجوع إلى الشروط التي حددها الشرع فيمن يتصدى للفتوى، ومن أهمها: العلم الشرعي، وهو ما يعبَّر عنه في واقعنا الـمعاصر بـ"التخصص"، بمعنى أن يكون من يتعرض للإفتاء قد دَرَس الفقه والأصول دراسة مستفيضة، مع مشاركته في باقي علوم الشريعة، وقدرته على استخلاص المعلومة منها.

وأضاف: إدراك الواقع يعد أحد العناصر الأساسية التي يشترط توافرها في المفتي للإدلاء بالفتوى سواء الواقع السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي.. لا بد أن يكون المفتى مدركًا لهذا الأمر وإلا فلا يصح له أن يفتي؛ متابعًا: يجب التأكيد أن الفتوى ليست مجرد معارف وإنما صناعة ومهنة، وهذا يقتضي أن يتوفر فيمن يصدرها التدريب والتربية.

وفيما يتعلق بانتشار ظاهرة "التطرف الديني" الذي دفع بالبعض إلى انتهاج العنف، أكد مستشار المفتي، أن هناك جذورًا اقتصادية واجتماعية وثقافية للتطرف الدينى الذي يتشكل في ظل الفقر والبطالة وفى الأحياء العشوائية، وهى بيئة لا توفر ضرورات الحياة لمن يعيش فيها، ولا توفر له التعليم الكافي أو النسق الأخلاقي المناسب، مما يسهل اصطياده وتلقينه أفكارًا خطيرة تنسب إلى الدين، والدين منها براء مثل تكفير المجتمع وتبرير العنف.

ونوه أن الدراسات العلمية أكدت أن التنمية الشاملة هي المدخل الحقيقى لتصفية الفكر المتطرف، وأن توفير فرص العمل وضرورات الحياة تهيئ المجتمع للقدرة على محاصرة الفكر المتطرف.

واستطرد "نجم": المعالجة الاقتصادية والاجتماعية تظل قاصرة عن احتواء الظاهرة ما لم يكملها جهد ثقافى لنشر الوعي الديني للشباب والفئات المهمشة وتغذية وجدانهم بالقيم الدينية الصحيحة.

وشدد على أن وسائل الإعلام تلعب دورًا لا يستهان به في هذا الصدد لتعريف الناس بما يعيشه المجتمع من مشكلات وأسبابها، وكيفية علاجها، وتقديم المثل والقدوة الحسنة للناس، وشرح الدين على نحو صحيح يساعد الناس على السلوك القويم مضيفًا: لا يجب أن ننسى دور المدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة في القيام بدور أساسى في التربية والتنشئة بهذه القيم وبالفهم المستنير للدين.

وأكد مستشار المفتى ضرورة أن يتم تطبيق القانون بكل حزم ونوفر في نفس الوقت المعاملة الإنسانية ونحفظ للمتهم حقوقه فلا يتعرض للتعذيب أو المساس بكرامته الإنسانية، نوفر له المحاكمة العادلة والعاجلة في نفس الوقت، معتبرًا أن جهود الأمن يجب أن يتم تشجيعها من أجل القضاء على أي محاولة للخروج عن القانون.

وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة وضع الآليات الفَعَّالة والضوابط العلميّة لـمواجهة من يتصدرون للفتوى من غير الـمتخصصين الـمؤهلين، والذين عادة ما تثير فتاواهم البلبلة في الـمجتمع الإسلامي، وفق قوله.
الجريدة الرسمية