هل بدأ الإعداد لعالم ما بعد فشل الحرب على سوريا؟!
(وإذا خفيت على الغبي فعاذر ألا تراني مقلة عمياء)!!
توشك الحرب التي شنها محور الإرهاب والتطرف العربي المدعوم من قبل الغرب على سوريا أن تضع أوزارها. لا يعني هذا نهاية الحرب خلال أشهر قليلة، بل يعني أن هزيمة محور الإرهاب الوهابي العربي الذي يقف الآن موقف الدفاع ويتلقى الضربات القاصمة -الضربة تلو الأخرى- أصبحت محتومة وأنه على داعمي هذا المحور أن يعدوا العدة لصبيحة اليوم التالي لإعلان هزيمتهم النهائية، حيث سيخرج محور المقاومة منتصرا ليفرض شروطه.
لهذا يمكننا أن نفهم سبب إحجام الولايات المتحدة عن المشاركة في هذه الحرب نهاية الصيف الماضي لا لشيء إلا لأنها قررت سحب عضويتها من الفريق المهزوم، ونفهم أيضا سبب توقيع الغرب على الاتفاق النووي المبدئي مع إيران نهاية أكتوبر 2013 وهو اتفاق يعطي مهلة ستة أشهر للطرفين تنتهي هذا الصيف، وعندها لن يبقى شك عن هوية المهزوم والمنتصر.
العلاقة بين الغرب وتحديدا أمريكا مع المحور المنتصر ستتحول من حالة العداء الشامل إلى خليط من الاشتباك الجزئي والبحث عن تعاون في المساحات المشتركة بعد أن ثبت بالدليل القاطع ألا مجالَ لإلحاق هزيمة كاملة بهذا المحور بعد أن أثبت صلابته وقدرته الفائقة في الدفاع عن مصالحه.
في هذا الإطار يمكننا أن نفهم تصريحات أوباما التي أدلى بها لمجلة (أتلانتيك)، والتي أكد فيها أن التفاوض مع إيران خياره الأفضل، وأن على دول المنطقة أن تتعايش وتتقبل هذا الأمر.. وأنه حتى لو أكمل التفاوض ستة أشهر، أو عاما، ولم يفلح، فإنه يمكن إعادة العقوبات ودفع إيران نحو الانفتاح! وقوله ردا على سؤال عن «مَن يراه أكثر خطرا التطرف السنّي أم الشيعي؟»، مادحا إيران بأن تصرفها أكثر إستراتيجية لا عاطفية ولها نظرة عالمية وتقدر مصالحها وتحسب الربح والخسارة!.
في عالم تقوم حساباته على الربح والخسارة، عالم لا مكان فيه للواهمين المتكئين على قوة غيرهم لن يكون لهؤلاء مكان سوى مزبلة التاريخ ومعهم كل تنظيماتهم الإرهابية المعتمدة على ترويع المعارضين عبر الذبح والوحشية المفرطة.
الموقف الذي وقفه الشيطان الأمريكي هو ذاته الذي وقفه من أسلافهم.."وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ"- الآية رقم 48 سورة الأنفال"..
اليوم صرح (الجربا) أن نكوص الشيطان عن الهجوم على سوريا عطل حسم الصراع، وفات ذلك الأحمق أن الشيطان يقف دوما في الجانب المنتصر.