خلصونا من "كفرة ملعونين"
لا ينكر راصد لأحوال مصر، كفاءة رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، وقدرته على الإنجاز في جميع المناصب القيادية التي شغلها، ما أهله عن استحقاق لتولي رئاسة الحكومة في مرحلة عصيبة، محاطة بألغام وتحديات خطيرة، إما على الصعيد الداخلي أو الخارجي.
ابتعد محلب عند اختيار فريقه الوزاري عن الأحزاب والانتماءات واعتمد على "التكنوقراط"، لإيمانه بأن المرحلة تحتاج مهنيين ومقاتلين، بهدف الإنجاز واستعادة الأمن كركيزة أولى للانطلاق نحو الإنتاج وإنعاش السياحة والاقتصاد وبدء التنمية، فـ "الأمن أولا" عنوان المرحلة، لكنه لن يتحقق إلا بتفعيل القانون وعدم التهاون في تطبيقه.
عانينا كثيرا من ضعف وتردد حكومة الببلاوي، كما عانينا من وزراء الطابور الخامس ممن غردوا خارج سرب مصر، وإن لم نعمل بصدق وتفان ونسابق الزمن فإن الانهيار وشيك.
بداية التغيير في الأداء الحكومي المعتاد، تجلت في أوامر محلب بعدم تواجد الوزراء في مكاتبهم الفخمة، بل النزول إلى الشارع والمواقع التابعة للحقائب الوزارية، لتلمس المشكلات على الأرض والعمل على حلها.. نعم إنه الطريق الصحيح، فالجولات الميدانية والتفتيش والتلاحم مع الشارع تشعر المواطن بقيمته وأهميته في بلده، لكنها أيضا "لا تغني ولا تسمن من جوع"، إن لم تقترن بالقضاء التام على الإرهاب والجماعات المسلحة الموالية لـ "الإخوان المجرمين".
أن يقول محلب وهو يستقل أتوبيس النقل العام أمس "إن هناك إصرارًا على تنفيذ خارطة الطريق ومكافحة الإرهاب، لأن الأمن هو الأولوية الأولى في المجتمع، وإنه بدأ يعود تدريجيا بنسبة قوية يشعر بها المواطن، سواء من الخدمة المقدمة في أقسام الشرطة أو غيرها".. فهو صدق في الأولى ونخالفه تماما في الثانية.. نعم الإصرار موجود لمواجهة الإرهاب لأنه واجب الدولة. لكن أين الأمن الذي عاد بنسبة كبيرة، وبما نفسر الشغب والتفجيرات واغتيال أبناء الجيش والشرطة؟!
إن مذبحة جنود الشرطة العسكرية في مسطرد وهم عزل بلا سلاح، تفتح الباب على مصراعيه بشأن الإهمال والتقاعس عن حماية خير أجناد الأرض، فهل يعقل أن تزود "المخابرات الحربية والعامة أجهزة الأمن بتقريرين عن توسع نطاق العمليات الإرهابية من سيناء ومدن القناة والشرقية وامتدادها إلى القاهرة الكبرى والإسكندرية ومجموعة من مدن الدلتا"، من دون أن تحرك الأجهزة المعنية ساكنا، أو تتخذ إجراءات استثنائية؟!.. "أضعف الإيمان" كان يجب تسليح جميع أبناء الجيش والشرطة، ليتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم أولا والشعب والأرض ثانيا، في مواجهة عدو "كافر ملعون" استباح الدم المصري وأهدره بقلب ميت ونفس حاقدة، سواء كان مدفوعا وممولا من أقطاب المؤامرة في الخارج أو مواليا لجماعة الإخوان الخسيسة.
تمنيت معرفة رد فعل الحكومة عندما أشاد أحد "خنازير الإخوان" بقتل الجنود في كمين مسطرد وكتب "تسلم الأيادي....اللي بتقتل الأعادي" واضعا "هاشتاج" بعنوان "سلامي على شبرا".. هذا الكره والحقد الأسود على الدولة والشعب لن ينتهي إلا بالقضاء على زمرة الجماعة الماسونية ربيبة الدم والحرق والتفجير منذ أسسها رمز الإرهاب حسن البنا.
لا يكفي الآن اعتقال ومحاكمة قادة الإفك والخيانة في الجماعة الإرهابية، بل يجب اعتقال ومحاكمة المؤيدين والداعمين سواء في المؤسسات أو الشارع أو حتى مواقع التواصل الاجتماعي. وبما أنها جماعة إرهابية فلابد من اقتلاع جذورها من مؤيدين ومتعاطفين بتفعيل قانون حاسم وفاعل للإرهاب.
إن ما ارتكبه إخوان الشياطين وأعوان إبليس في مصر، لم يجرؤ عليه التتار والمغول، ومن اليوم قبل الغد، لابد من تسليح جميع جنود الجيش والشرطة أيا كانت مواقعهم أو مهامهم، لأنهم مستهدفون من قبل جماعات إرهابية ملعونة، كما يجب التصدي ومنع أية تظاهرات أو محاولات للتخريب ونشر الفوضى أو حتى التعطيل، إن كانوا طلبة أو بلطجية أو من يطلقون على أنفسهم "تحالف دعم الشرعية"، ومعهم النشطاء وشبيحة 6 إبريل... لا تأخذكم بهم شفقة أو رحمة إن كنتم صادقين في استعادة الأمن وهيبة الدولة.