رئيس التحرير
عصام كامل

«الجيش الليبي».. دعم غربي وفوضى على الأرض.. القوات الأمريكية تحفظ ماء وجه الحكومة الليبية.. الميليشيات المسلحة والمتطرفون والتهريب خطر يهدد طرابلس.. و«البنتاجون» يدرب 8 آلاف عنصر م

ناقلة نفط - صورة
ناقلة نفط - صورة ارشيفية

اعتبر تصدي قوات أمريكية خاصة لناقلة النفط "مورنينج جلوري" أحد وجوه الدعم العسكري الذي تتلقاه ليبيا من قبل الغرب إلى جانب إعادة تأهيل القوات الليبية. لكن هذا الدعم يبقى غير كاف لكبح جماح الفوضى التي تسود البلاد.

حفظت القوات الأمريكية الخاصة "Navy Seals" ماء وجه الحكومة الليبية، وذلك بعد إيقافها للناقلة التي كانت تهرب بشحنة نفطية من ميناء ليبي يحتله متمردون مناهضون للحكومة شرق البلاد. 

وهاجمت القوات الأمريكية الخاصة مساء الأحد الناقلة الليبية "Morning Glory" جنوب شرق قبرص، بعد أن تمكن مسلحون ليبيون يطالبون بحكم ذاتي لشرق البلاد وبنصيب أكبر من الثروة النفطية من تحميل النفط الخام في الناقلة التي فشلت البحرية الليبية من التصدي لها، مما أثار أزمة دفعت البرلمان الليبي إلى إقالة رئيس الوزراء على زيدان

وتحاول الدول الغربية منذ مدة تدريب القوات الليبية حتى تتمكن من مواجهة المتمردين وغيرهم من المتشددين. وتعتبر عملية اقتحام الناقلة "Morning Glory" أكبر عملية عسكرية فعلية لمساعدة القوات الليبية. وقد تبين منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في أكتوبر2011 أن ليبيا لن تستطيع مواجهة الصعوبات الأمنية الكبرى بمفردها. 

وكان ذلك جليًا في ظل وجود ميليشيات مسلحة ومتطرفين إسلاميين وجماعات التهريب التي تستغل ضعف الحكومة في طرابلس، بالإضافة إلى وجود مخابئ للسلاح غير متحكم فيها في جميع أنحاء البلاد

وتصف بيرجيت دوبوا من مؤسسة فريدريش ناومان الألمانية الوضع في ليبيا بـ"غير الواضح"، وتقول مديرة "مشروع ليبيا" الذي تشرف عليه المؤسسة الألمانية إن "الوعي بضرورة تطوير مؤسسات الدولة محدود جدًا". وترى موظفة مؤسسة فريدريش ناومان أن الميليشيات المسلحة هي المستفيدة من حالة الفوضى التي تسود البلاد

وفي مساع أوربية للحد من حالة الضعف التي تعاني منها الحكومة الليبية، أرسل الاتحاد الأوربي في مايو 2012 نحو 110 موظفين إلى ليبيا لمساعدتها في إعادة تأهيل حرس الحدود الليبيين في مهمة تستمر لعامين. 

وفي مقابل الدعم الأوربي لم يقدم حلف شمال الأطلسي "ناتو" أي مبادرة للمساعدة، لكنه استجاب "لطلب من السلطات الليبية لمساعدتها في إعادة بناء بنياتها الدفاعية"، كما أوضح أحد مسئولي الحلف في بروكسل

وبناء على الطلب الليبي قام الحلف بتشكيل فريق صغير من المستشارين لتقديم الدعم لطرابلس، لكن المسئول نفى أن يتم إرسال بعثة إلى ليبيا للبقاء بصفة دائمة

وبحسب معلومات صادرة عن السفارة الأمريكية في ليبيا، قامت الولايات المتحدة هي الأخرى بتقديم استشارات عسكرية لوزارة الدفاع الليبية. وكان متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" قد صرح في نوفمبر الماضي بأن الولايات المتحدة تسعى إلى تقديم تدريب عسكري أساسي لـ 5000 إلى 8000 عنصر من القوات الليبية

وكان من المقرر أن يتم إجراء هذا التدريب في بلغاريا. كما تفاوضت إيطاليا أيضًا مع ليبيا في السنة الماضية على تدريب 5000 جندي ليبي. وبحسب تقارير إعلامية، فإن الدفعة الأولى من الجنود الليبيين وصلت في يناير إلى إيطاليا. كما وافقت أيضًا كل من بريطانيا وفرنسا وتركيا على تقديم الدعم للقوات الليبية

وحتى الآن جرت كل التدريبات العسكرية التي استفادت منها القوات الليبية خارج ليبيا. ويرجع ذلك إلى الوضع الأمني المتدهور الذي تعيشه البلاد. فقد سبق للأمريكيين أن حاولوا إقامة هذه التدريبات في ليبيا، لكن بعض معداتهم تعرضت للسرقة. وبالإضافة إلى ذلك يصطدم تأهيل القوات الليبية بصعوبات أخرى، من بينها عدم معرفة الطريقة التي سيتم بها إدماج هذه القوات داخل الجيش الليبي، نظرًا لغياب البنيات الرقابية والهيئات التي تختار العناصر التي تستفيد من التأهيل. وهو ما قد يفسح المجال أمام المقاتلين الإسلاميين للمشاركة في هذه التدريبات

وفي ظل هذا الوضع الأمني الهش تحتاج الحكومة الليبية في أسرع وقت ممكن لقوات مسلحة قوية لفرض سيطرتها على الميليشيات المسلحة والمتمردين في المناطق الواقعة شرق البلاد. فهؤلاء يسيطرون على بعض منابع النفط، وهو ما يتسبب في حرج كبير للحكومة الليبية في طرابلس

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

الجريدة الرسمية