فاينانشال تايمز: ليبيا تحصد ثمن أخطائها بعد القذافي
قالت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية إن ليبيا تدفع ثمن أخطائها بعد رحيل نظام العقيد معمر القذافي، وكان وقوعها في مستنقع السياسة والأمن نتيجة حتمية لدعم حلف الشمال الأطلسي للانتفاضة المسلحة التي أطاحت بالرئيس الراحل معمر القذافي في عام 2011.
وترى الصحيفة أن المجتمع الدولي والنخبة السياسية في ليبيا ارتكبوا أخطاء كان يمكن تجنبها بسهولة، منذ سقوط القذافي ووضعها على المسار الصحيح بدلا من مخاطر التقسيم لدولة ليبيا الغنية بالنفط.
وأشارت الصحيفة إلى وجود المليشيات المسلحة التي ساهمت في سقوط القذافي، وسيطرتها على البلاد ومنع أي تقدم سياسي، مع حكومة مؤقتة ضعيفة واعتمادها على مليشيات تدفع لهم ألف دولار في الشهر.
ونوهت الصحيفة عن إطلاق الحكومة الليبية برنامج للوظائف لجذب الشباب من الشارع وعملت على دعم الوقود والغذاء بما يقدر بـ 55 مليار دولار سنويا، وعلي الرغم من الموارد المالية الضخمة لليبيا إلا أن الحكومة لم تقدم على شراء الأسلحة أو تقديم برنامج ذات مصدقية لحفظ الأمن ولم يكن لديها إستراتيجية لنزع السلاح من البلاد.
وأوضحت الصحيفة أن أخطاء الحكومة المؤقتة أفقدها إقامة دولة جديدة لتجاهلها رفض الحكومات المتعاقبة للمطالب الصغيرة للأمازيغ في ليبيا والطوارق والتبو والأقليات ورمت بعيدا بحلفاء يمكن أن يكونوا ذات قيمة في نضال الحكومة لإقامة دول جديدة.
ولفتت الصحيفة إلى سيطرة المليشيات على مواقع النفط الليبية، ما يتسبب في نقص موارد البلاد ويؤدي إلى ظهور حركات تطالب بالموارد الليبية.
وأضافت الصحيفة أن الأهم من ذلك تأثير الأحداث في مصر ومشاركة النخبة السياسية في ليبيا في معركة سيئة ومتهورة لتأليب جماعة الإخوان المسلمين في البلاد ضد معارضيها للبلدان المجاورة، ضد مصر وحتى تونس، وسط طبقة سياسية هشة في ليبيا تفتقر لبناء مؤسسات وتسعى فقط من أجل السلطة.
