رئيس التحرير
عصام كامل

شيمة أهل البيت الفوضى


نعرف أن جبهة الإنقاذ تحاول أن تُنقذ شخوصها من الغرق فى بحر النسيان، ولذا لسنا فى صدد الحديث عنها، ولتبقى فيما هى فيه من تيه، لأنها كما لا تخص الشباب فى الشارع لا تخصنا نحن أيضاً كمُشاهدين. إلا أننا مع هذا المشهد الذى يملأ البلاد بالفوضى، كتعبير عن غضب عارم لدى الشباب غير المُسيس تجاه من لا يُطبق القانون، علينا أن نتساءل حول عقلانيته فى التحليل!!

إن كلمة "بلطجى"، تُعبر عمن يفرض رأيه باستخدام القوة تجاه الآخرين فى اعتداء على القانون.. وهذا الفعل تم استخدامه من قبل مرسى على رأس الجميع، منذ أن أمسك بمقاليد السلطة فى اعتداء صارخ على كل ما أتى به إلى سُدة الحكم من ديمقراطية. لقد صار الرجل يعتدى على القانون بشكل منهجى، جعل منه مثلا يُحتذى فى انتهاكاته، ولعل أفضل تعبير عنه، ما قاله الشاعر العباسى "سِبِطِ بن التعاويذى"، فى بيته الشهير:
"إذا كان رب البيت بالدف ضارباً، فشيمة أهل البيت الرقص".
وبالتالى يصبح أكبر البلطجية فى مصر وفقا للتوصيف، هو ذاك "المرسى" المنتخب، والذى أبطل شرعية انتخابه بانتهاكه المتكرر للقانون. وكلما وجد هذا البلطجى الوطن مُعانياً لتلك الفوضى غير المسبوقة، إذا به يُكلمنا من غفوته عن أن "الفلول" هم من يُحركون الأحداث، وأن هناك مؤامرة دولية هى التى تعبث بالدولة.
إلا أن هذا الكلام يسهل الرد العقلانى عليه. فلو أن "الفلول" هم من يحدثون ما يُحيط بنا من فوضى، لكان الأولى أن ينقذوا أنفسهم فى البدايات ويتحاشوا السقوط، بدلاً عن أن يفعلوا كل هذا تجاه دولة الإخوان. ولو أن الفلول هم من يفعلون هذا منذ أن انتُهك القانون فى الأشهر الماضية، بينما كانوا ولايزال منهم الكثير فى محبسهم، فهو تعبير عن كم ضعف منظومة الحُكم كلها، وأن رئيس الجمهورية لا يمتلك هيبة ولا يُمسك بقوة على مقابض أجهزة الدولة!!
إذاً، فإن هذا الزعم، بأن الفلول هم من يُحدثون ما نحياه، إنما يُراد بة تقديم "كبش فداء" وهمى وغير عقلانى، بدلاً من تحمل المسئولية والاعتراف بالأخطاء والتراجع عن الانتهاكات المستمرة للقانون التى أدت للنتيجة المُعاشة على أرض مصر والتى ستستمر طالما أن القانون غير محترم من قبل أكبر رأس فى الدولة وقد أثبت أنه بلطجى!!
والقول بأن الفلول يقومون بكل هذا من محبسهم، لقول يدل على كم قوتهم غير المعقولة وضعف الطليق الذى يملك كل صلاحيات إدارة الدولة!! إن هذا القول يُمكن أن يروجه المتخلفين عقلياً فقط أو من لا يتمتعون بشجاعة الاعتراف بأخطائهم، وفى كلتا الحالتين فهم غير جديرين بإدارة دولة بحجم مصر!!
إن ما يحدُث فى مصر اليوم، يُجيز لنا أن نُحوِر قول "ابن التعاويذي" لنقول: "إذا كان رب البيت بلطجى، فشيمة أهل البيت الفوضى"!! وسيسقط البلطجى كأى بلطجى بالقانون الذى ينتهكه. وليستمر فى انتهاك عقولنا كما ينتهك قانونا، لأن هذا أقصر الطرق لسقوطه، وبالقانون أيضاً، الذى سيُعلِمه وجماعته وكل من يعاونه على الاستمرار فى ممارسة كل تلك الاعتداءات، أقسى الدروس على الإطلاق فى تاريخهم جميعاً!!
والله أكبر والعزة لمصر،
ونبقى مصر أولاً دولة مدنية.

الجريدة الرسمية