رئيس التحرير
عصام كامل

"بوتين" يعلن التحدي من "الدوما": "القرم" مقدسة لنا وهي رمز للمجد العسكري.. حرمان الجزيرة مما حصلت عليه "كوسوفو" وقاحة وكيل بمكيالين.. الربيع العربي تحول إلى شتاء.. والغرب اعتاد خداعنا مرة بعد مرة

الرئيس الروسى فلاديمير
الرئيس الروسى فلاديمير بوتين

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال كلمته أمام البرلمان بشأن أزمة القرم اليوم، أن نتائج استفتاء القرم مقنعة للغاية مشددا على ضرورة اتخاذ جميع القرارات القانونية لإتمام عملية استعادة حقوق شعب تتار القرم.

وقال بوتين، إن قرار ضم القرم إلى أوكرانيا في عام 1954 كان انتهاكا للدستور إلا أن روسيا كانت في حالة صعبة للغاية بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وهو ما اضطرها لقبول وضع القرم.

وأوضح الرئيس الروسي أن العلاقات مع الشعب الأوكراني الذي وصفه بالشقيق كانت وستبقي بالنسبة لروسيا مهمة للغاية مؤكدا على أن استفتاء القرم جرى بمراعاة تامة للإجراءات الديمقراطية والمعايير الدولية.

وتابع بوتين قوله: "كل شيء في القرم له صلة بروسيا" مشيرا إلى "سيفاستوبول" التي تعد موطنا لأسطول البحر الأسود الروسي.
وخلال كلمته أعرب بوتين عن أهمية القرم بالنسبة للدولة الروسية قائلا "مدن القرم مقدسة بالنسبة لنا وهي رمز للمجد العسكري الروسي" مضيفا: "شعوب القرم عاشت جنبا إلى جنب وهي تحافظ على دياناتها ولغاتها وثقافاتها ونحن نحترم جميع القوميات التي تعيش في القرم".

أشاد بوتين أيضا بقرار جعل اللغات الروسية والأوكرانية والتتارية لغات رسمية واصفا إياه بالقرار الصائب متهما السلطات في أوكرانيا بعدم الاهتمام بوضع مواطنيها موضحا أن المواطنين في أوكرانيا تعبوا من الأزمة السياسية المستمرة منذ سنوات.
وأوضح بوتين أن استعداد موسكو لترسيم الحدود كان مرهونا بعلاقات حسن الجوار مع أوكرانيا، مضيفا أنه لم يكن بإمكانه ترك القرم في محنته وسكانه أمام تهديدات المتطرفين على حد وصفه وأن القوات الروسية المسلحة لم تدخل القرم بل كانت هناك وحدات روسية وفق اتفاقية ثنائية مع أوكرانيا.

وأكد بوتين على تفهمه لموقف المحتجين الأوكرانيين الذين طالبوا بوضع حد للفساد الإداري، موضحا أن القوى التي كانت تقف وراء الأحداث الأخيرة في أوكرانيا كانت تسعى لتدبير انقلاب ومشددا على أنه لا توجد سلطة تنفيذية شرعية في أوكرانيا إلى حد الآن.
وزعم بوتين أن مؤسسات السلطة في أوكرانيا لا تسيطر على الوضع في البلاد وتخضع لسيطرة المتطرفين متسائلا: إذا كان الشعب الأوكراني قد استخدم حقه في تقرير مصيره فلماذا يحرم القرم من هذا الحق؟، مشيرا إلى أن قوام الوحدات العسكرية الروسية بالقرم حتى الآن ما زال أقل مما تنص عليه الاتفاقية مع أوكرانيا.

وعاد بوتين ليؤكد أن الوضع في القرم لا يختلف مبدئيا عن حالة كوسوفو، وأن حرمان القرم مما حصلت عليه كوسوفو ليس عبارة عن كيل بمكيالين فحسب بل وقاحة أيضا ومشيرا إلى أنه لا يمكن أن يحدث تدخل عسكري دون إطلاق نار كما حصل في القرم.

و وصف بوتين الربيع العربي بالتحول للشتاء العربي بعد أن تم استغلال طموحات الناس بالتعب من الدكتاتورية، مضيفا: "كنا نسعى إلى إقامة علاقات شفافة ومفتوحة مع الغرب لكنه خدعنا مرة بعد مرة".

وسخر بوتين من التهديدات الموجهة لدولته بفرض عقوبات قائلا: "يهددون اليوم بفرض عقوبات علينا لكنهم لم يلغوا العقوبات القديمة المفروضة في العهد السوفيتي".

وأكد بوتين من جديد "لا نريد إهانة الشعب الأوكراني وشعوره الوطني" ولكن التطورات في أوكرانيا جعلتنا في وضع لا نستطيع التراجع فيه.
الجريدة الرسمية