أكتوبر ٢٠١٤
مصر في حاجة إلى ستة أشهر من الالتزام الشعبى والإدارى حتى نعبر عنق الزجاجة ونستكمل خريطة المستقبل ونتخلص من الإرهاب العالمى الذي يعبث في سيناء.. وهذا يعنى الاستمرار حتى أكتوبر القادم من العام ٢٠١٤.. وأتمنى أن نسترجع خلال هذه الفترة روح أكتوبر ١٩٧٣.
لقد استطاع شعب مصر أن يحقق معجزة عسكرية وإستراتيجية في أكتوبر ١٩٧٣ وكان على قدر التحدى المطلوب الذي حقق أول انتصار على العدو الإسرائيلى من خلال عملية هجومية لا تزال موضع دراسة في المعاهد العسكرية الإستراتيجية.
كان أبناء مصر.. من جيل الآباء والأجداد - لا يفكرون في مصلحة شخصية أو مكاسب فئوية، وإنما تكاتف الجميع من أجل العبور ودحر العدوان الإسرائيلى يوم كان علم العدو مرفوعًا على ضفة القناة.. لم يكن أحد في العالم بأسره يتصور أن المصريين سيحققون ما تحقق في ست ساعات، فقد العدو بعدها اتزانه بعد أن عبرت قواتنا القناة، وتخطت السد الترابى وتحكمت في النقط الحصينة لخط بارليف، بينما كان العدو يردد أن المصريين لا يمكنهم تحقيق شىء من ذلك إلا إذا كانوا مدعومين بسلاح المهندسين السوفيتى والأمريكى معًا.. بل وادعى المراقبون أن هذا العمل يتطلب قنبلة ذرية لا تملكها لمصر.. لكن إرادة شعب مصر وإصراره وتضحياته كانت أقوى من القنابل الذرية، وهو ما نتمنى أن نسترجعه في أكتوبر ٢٠١٤ مثلما كان في أكتوبر ١٩٧٣.
إن استرجاع روح أكتوبر كفيلة بأن نتجاوز جميعًا عن التظاهر والوقفات الاحتجاجية والمطالب الفئوية، وأن نسترجع قدرتنا على الإنتاج وزيادة ساعات العمل والتضحية بأى مطالب فئوية ليس هذا وقتها. وسيحقق جيل شباب الثورة الذي خرج في يناير وفى يونيو ما حققه الآباء والأجداد من قبل ليسود الأمن والأمان مصر بأسرها، وتنهزم مؤامرات أجهزة المخابرات العالمية التي كانت تخطط لتقسيم مصر مثلما خطط العدو من قبل للصول بحدوده إلى قناة السويس.
إن روح أكتوبر كفيلة بتحقيق معجزات أخرى تفوق معجزات ١٩٧٣ والأمل كبير في أن نرى ذلك في أكتوبر القادم وهو موعد نهاية الفترة التي تم تحديدها للوصول إلى أهداف خريطة المستقبل.
إننا قادرون على ذلك وإيماننا بعبقرية شعب مصر لا يتزعزع.