عن " البرنامج " وحادث مسطرد !
في الوقت الذي تتواتر فيه الأنباء عن احتجاز عشرات المصريين الغلابة من الباحثين عن لقمة عيش شريفة في ليبيا وهو الوقت نفسه الذي تحتجز فيه ألمانيا شحنة أسلحة مهمة وكبيرة تمر عبرها من دولة ثالثة إلى مصر وهو الوقت نفسه الذي توقع فيه وزارة الصحة المصرية اتفاقا رائعا بتداول عقار " سوفالدي " الجديد الذي يشفي وبنسبة 100 % فيروس سي الخطير المزمن الذي يعاني منه ما يقرب من 15 مليون مصري وقد انخفض سعره بعد التفاوض إلى 1 % من سعره الأصلي أي مما يعادل مليون جنيه مصري إلى 13 ألفا فقط.. !!
وهو الوقت نفسه الذي تتسلم فيه مصر قيادات إخوانية كبيرة من السعودية في أول نجاح حقيقي لاختبار جدية الحرب السعودية على الإخوان وهو الوقت نفسه الذي تهدأ فيه سيول الصعيد لتبدأ محافظاتها في تسكين أهالي قرى دمرت بكاملها وهو الوقت نفسه الذي يعلن فيه الفريق " سامي عنان " انسحابه من السباق الرئاسي لاعتبارات حددها بنفسه.. وهو الوقت نفسه الذي كانت عصبة الشر المجرمة تتخفى في ظلام الليل تنتظر فرصتها لتهجم على جنود أبرياء في لحظة التقائهم بربهم في صلاة الفجر لتقتل عصبة الشر رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه وهي مجموعة من الجنود باتت تحرس في سبيل الله..وبين كل ذلك وخلاله يشغلنا " باسم يوسف " فجأة بما سماه التشويش على برنامجه !!
وبالطبع علينا أن نضع وبقوة عشرات علامات الاستفهام خصوصا إذا عرفنا حقيقة مهمة كانت قد أوردتها أمس الأول وكالة " أونا " للأنباء نقلا عن متخصصين وهي أن التشويش على أي قناة سيشمل بالضرورة حزمة القنوات كلها التي تبث على التردد نفسه!
" أونا " لم توضح معنى التصريحات ونشرتها مختصرة جدا..ولكي نبسط الأمر على الناس نقول: عند الحصول على تصريح لأي قناة فضائية جديدة يحصل أصحابها على رقم تردد قناتهم..لا تحصل أي قناة على تردد منفرد وإنما هو تردد موجود من قبل أو هو تردد جديد لكن سيبث عليه أيضا مجموعة من القنوات..مجموعة من القنوات تبدأ ترددها من رقم 10 وأمامه 3 أرقام مثل " 10719 "..وهو رقم من الجائز أن تبث عليه نفسه 20 قناة أخرى...
وكلما زاد الرقم زادت قوة الإشارة وربما زادت تكلفته ولذلك تحصل القنوات الكبيرة على تردد يبدأ بالرقم 12 أي 12122 مثلا..وهو أيضا لتبث عليه مجموعة من القنوات معا..وعند التشويش على أي تردد سيتم التشويش على كل القنوات التي تبث عليه معا ! ولذلك يبحث الراغبون في بث قنوات جديدة على رقم تردد تبث عليه قنوات شهيرة لأن المشاهدين سيعثرون عليه بسهولة..بينما يبتعدون تماما عن الترددات التي تبث منها قنوات تتصل بمشاكل من أي نوع لأنه عند التشويش عليها سيطالهم التشويش جميعا!
يوم الجمعة لم نعرف أن تشويشا قد أصاب مجموعة القنوات التي تبث على التردد الذي تبث عليه قناة ال " إم بي سي " مصر..وهو ما يدعونا لأن نطالب بفتح تحقيق عاجل في الأمر..تقوم به لجنة مستقلة متخصصة من شركة " النايل سات " وبإشراف قضائي تام..خصوصا وأن أزمة " البرنامج " طالت سهامها الطائشة مؤسسات مهمة هي محل احترام المصريين كما أن الأزمه قامت بالتشويش إعلاميا على أمور وقضايا مهمة أقل واحدة منها أهم من البرنامج وصاحبه مرات ومرات !!