الفأس هو الحل !
ـ وكيف السبيل إلى التعاطى الخشن مع أزمة سد النهضة الإثيوبى؟.. كان السؤال تعقيبًا على مطالبتى في المقال السابق بالتعاطى الخشن بعد أن تجرعنا مرارة المهانة في مشوار المفاوضات.
قلت لنستدع التاريخ مرة أخرى لعل الذكرى تنفع المستضعفين! الملكة حتشبسوت أرسلت جيش مصر حتى وصل الصومال والحبشة لتأمين منابع النيل.. وفى العصر الحديث جلس محمد على باشا على عرش مصر وسأل المحيطين به: من أين يأتى النيل؟ فقالوا إنه ينبع من هضبة الحبشة.. فأرسل الجيش بقيادة ابنه إبراهيم لتأمين المنابع، وأصر الخديو إسماعيل على أن تكون حدود مصر النهائية عند منابع النيل.
يقول السائل.. شكر الله سعيك ياسيدى.. لكن ألا ترى أن السياق التاريخى والجغرافى والحسابات الدولية والإقليمية المعقدة الآن، كل ذلك لا يسمح بتكرار سيناريوهات الدولة المصرية على النحو سالف الذكر.. ومن ثم يكون من المقبول تكرار السؤال: كيف السبيل إلى التعاطى الخشن مع أزمة سد النهضة؟
للسائل أقول.. عَظَّمَ الله أجرك ياخويا.. ودعنى أسوق لك مثالًا عايشناه.. منذ سنوات قلائل كانت الرغبة في السيطرة على المياه في العالم الثالث تمثل هدفًا استراتيجيًا للغرب(عن طريق البنك الدولى بالأساس) لتحويل المياه إلى سلعة ضمن اتفاقيات دولية، يتم هندستها بتمويل إنشاء سدود لإعادة توزيع حصص المياه، أي ببساطة خصخصة المياه وإنهاء سيادة هذه الدول على الأنهار.. في هذا الإطار أطلق المتآمرون بالونة اختبار في مصر عندما تم تركيب عدادات مياه على الترع لبيع المياه للمزارعين.. فماذا حدث؟
لم يلجأ الفلاحون المصريون إلى الوقفات الاحتجاجية، وإهدار الطاقات في التفاوض بما لا طائل من ورائه سوى ضياع الوقت وحرق الدم «وقلة القيمة «.. وإنما شمروا عن سواعدهم، ورفعوا الفؤوس، وانهالوا بها على العدادات حتى صارت حطامًا، وهكذا نجحت المواجهة الخشنة وفشلت المؤامرة.
حينما أطالب الدولة بالمواجهة الخشنة، أرى أنه لابد من (التهديد) بضرب سد النهضة كحل اضطرارى أخير وكعبرة لمن يعتبر.. في نفس الوقت أؤيد مسارات التفاوض.. أما لو فشلت كل الجهود السلمية فأمامنا خطوات تدريجية، بداية من التهديد بالدعم العسكري للمعارضة الإثيوبية وكذلك إريتريا في صراعها مع إثيوبيا أي (نشتغل في الأزرق!).. وإذا لم ننجح، فإن الفأس هو الحل.