رئيس التحرير
عصام كامل

سياسة الحكم .. أم حكم الساسة؟!


إن ما نشاهده الآن فى التحرير وربما فى جميع مدن مصر، وكأننا نقول كلاكيت مليون مرة وكأن هذه المسرحية الهزلية من الانفلات الأمنى تتكرر حينما يقرر الشعب ويدافع عن آدميته فنجده يذوب كما يذوب الجليد، ولكنه يذوب فى نسيج بعضه البعض فالإنسان يعيش بالإنسان ومع الإنسان وضد الإنسان حاله حال جميع العلاقات الاجتماعية تكون بالناس وضد الناس ومع الناس.

والقضية هنا ليست الجريمة أو الخروج عن القانون ولكن وبعد مرور 30 عاما من العيش فى الوسية معصوبى الأعين مكتوفى اليدين وكما لو كنا أحجارا لا تقوى إلا على مرور الماء من بين شقوقها، والحقيقة أننا حتى لم نقدر على أن نكون ذلك الحجر ولكننا كنا نعاقب بهذا الحجر وكـأننا عدنا إلى عصر الإغريق وكما فعلت الإلهة بسيزيف فصار سيزيف يدفع الحجر إلى قمة الجبل لينحدر مرة أخرى إلى السفح وإلى الأبد فقد حكمت علية الألهه بهذا العمل الأبدى الذى لا معنى له ليعاقبوه باليأس والملل ولكن سيزيف كان يدفع الحجر بقوة وحماسة وكأنه يغيظ الألهة فقد عذبوه بالملل وعذبهم بالاستمتاع.
وهذا هو لسان حال كل مصرى فقد عذبنا باليأس والملل والخوف والضعف والقهر والفقر ولكننا أيقنا أن العظمة من شروط الفقر وذلك لأن الفقير حر من كل قيد، فحينما تملك فأنت تملك من قبل ما تملك وحينما شعرت بضعفنا وهواننا وأننا هنا كما هان كل شىء هانت الدماء والأرواح والممتلكات ولكن تذكرت بصيص أمل وكأنه أيضا ضعفنا سيكون مصدر قوتنا.
تذكرت شاعرا أفريقيا اسمه رينو راكورى فى ديوانه (أصداء الصدى الأسود)، قال إن شعوبنا مثل شجر الأفزاليا عندما تكون صغيرة تكون أعوادها لينة معوجة ورائحتها كريهة ولكن عندما تكبر ويشتد عودها وتصبح فى صلابة الحديد تقوى على حمل الفيلة" ويقول أيضا "وقد حملت أشجارنا الفيلة التى ركبها الأوروبيون فسحقتنا ترابا وأعدمتنا بشرا وأبقتنا عارا على البشرية".
ولكننا نحن المصريين تجاوزنا مرحلة العود الأخضر ولا يستطيع أحد أن يسحقنا أو يطرحنا أرضا.. نعم انتهت هذه الفترة من تاريخ مصر والمصريين ولن نقبل أن نحمل أفيال هذا النظام البائد ولن ننحنى حتى تدهسنا أو تطرحنا أرضا لقد تعلمنا من فقرنا وضعفنا وخوفنا نعم تعلمنا أنه ليس هناك الأسوأ فقد عيشنا وتدرجنا فى أسوأ مراحل هذا الوطن عيشنا ذله وفقره وضعفه ويأسه ولن نعيش بهذا الحال مرة أخرى وإن كانت هانت الأرواح والممتلكات والأعراض فسوف نفتح صدورنا لمزيد من الرصاص ولو كان عرينا هو دفاعنا عن أنفسنا فكل من لا يمانع إذا تعرى أو انتهك ولكن السؤال إلى متى وإلى أين ولماذا لأننا أردنا أن نكون مصريين وهل هذا كان اختيار أم إجبار.
إننى من أبناء هذا الوطن لا أريد سوى الغوث والعون مثلى مثل جيلى فإننا جيل قدر علينا أن نعيش المرحلة السابقة ونخرج لنهتف بسقوط الفساد ولا نريد سوى الأمن من المجهول الأمن من الفقر من الجهل من البطالة من البلطجة والتى هى ليست بجديدة ولا بوليدة الساعة ولكن انتشارها هو الذى بدا جديدا وغريبا علينا فهى مصنوعة على مساحة زمن تمتد مع بدايات استخدام البلطجة فى انتخابات مجلس الشعب حيث مورست البلطجة بفعل مبرمج من قبل سياسيو البلد وصنعوا للبلطجة كمنظومة قابلة للتفعيل فى المجتمع.
الجريدة الرسمية