رئيس التحرير
عصام كامل

ننشر تفاصيل عملية «تقليم أظافر الدب الروسي».. «الغرب» يجتمع لتحجيم دور روسيا.. تهديدات بفرض عقوبات قاسية على موسكو.. «بوتين» يتهاوى من جديد.. وأوكرانيا «القشة التي ق

الرئيس الروسي فلاديمير
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

لم يكن الغرب بغافل عن محاولات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الوقوف على قدميه من جديد ليعيد حلم الاتحاد السوفيتي المتحلل والذي دمرته الدول الغربية من قبل، ولكنهم كانوا يترقبون له خطأ للإيقاع به وإعادة الدب الروسي لمخبأه من جديد.


وكأن الأزمة الأوكرانية هي القشة التي قسمت ظهر البعير ليستغلها الغرب في الوقوف سويًا رغم اختلافاتهم ضد موسكو للإيقاع بها وهز صورتها وقوتها بالمنطقة على الرغم من أن الدولة الأوكرانية كانت في الأصل جزءا من الاتحاد السوفيتي الذي دمرته أمريكا مسبقا كما أن روسيا تمتلك قواعد بحرية هناك تخشى فقدانها.

فور سقوط الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش تصاعدت الأصوات الغربية لاتهام موسكو بالوقوف ضد رغبة المتظاهرين وانهالت التحذيرات والتهديدات الغربية على رأس الكرملين حيث أعلن المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في بيان سابق أن المستشارة أجرت اتصالا هاتفيا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأبلغته أن الاستفتاء المقرر أن يجري في القرم "غير شرعي"، كما عبرت بقوة عن الموقف الألماني مؤكدة أن استفتاء السادس عشر من مارس المزعوم حول القرم غير شرعي، وإجراؤه يتنافى مع الدستور الأوكراني والقانون الدولي".

ومن جهته أبلغ الرئيس الروسي المستشارة ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن الخطوات التي اتخذتها سلطات منطقة القرم الأوكرانية متماشية مع القانون الدولي، بعد أن أعلن برلمان القرم الموالي لروسيا شبه الجزيرة جزءا من روسيا وحدد 16 مارس موعدا لإجراء استفتاء لتأكيد ذلك.

ولا يخفي على أحد الصراع الدائم بين واشنطن وموسكو والذي لم تترك الأولي فرصة إلا واستغلتها للإيقاع بالأخرى فجاءت تهديدات الرئيس الأمريكي باراك أوباما لروسيا شديدة اللهجة وتعالت تحذيرات الرئيس الأمريكي لنظيره الروسي بشأن الوضع في أوكرانيا مهددا إياه بدفع "الثمن" إذا لم يعدل عن ضم القرم إلى روسيا كما شبهت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون الرئيس الروسي بالنازي هتلر.

وبالرغم من نفي بوتين مرات متتالية لتدخل دولته بما يحدث بالقرم إلا أن أمريكا اتجهت لاستخدام الحرب الإعلامية عليه لتروج لفشله وقرب سقوطه حيث قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خسر الحرب في أوكرانيا، وقد يتطور الوضع في شبه جزيرة القرم إلى حرب عالمية أخرى، وينتهي بفقدان أوكرانيا لسيادتها على القرم، على الرغم من خطط بوتين إلا أنه خسر وانتصر المتظاهرون على عكس توقعاته كما أكد الكاتب توماس فريدمان على ضعف الرئيس الروسي وعدم قدرته على مواجهة أوباما مؤكدا أن الجميع يعظم منه على عكس الحقيقة.

ولكن الكاتب البريطاني روبرت فيسك استنكر في مقاله بصحيفة الإندبندنت البريطانية العقوبات الدولية التي يهدد بها القادة الأوربيون روسيا لتدخلها في شبه جزيرة القرم، مؤكدا أن العقوبات لن تردع روسيا ولن يرتجف بوتين منها.

ومن ناحيته وجه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف انتقادات لاذعة للولايات المتحدة الأمريكية والعالم الغربي حول موقفهم من أوكرنيا خلال زيارة رسمية له بإسبانيا في وقت لاحق مؤكدا "الغرب يلعب لعبة قذرة".

الجدير بالذكر أن سقوط الدب الروسي وعودته للعمل في الظلام من جديد من شأنه تغيير الخريطة السياسية العربية والدولية بالكامل لما لعبته روسيا من دور بارز ومؤثر في الآونة الأخيرة على الساحة السياسية وخاصة بعد تأييدها للرئيس السوري بشار الأسد وتوجهها للوقوف بجانب مصر بعد تراجع الولايات المتحدة عن ذلك والاتجاه للتعاون العسكري بين موسكو ومصر.
الجريدة الرسمية