«العربي»: قلقون من تعميم الأيديولوجيات المتطرفة في الخطابين السياسي والإعلامي بالمنطقة.. نأسف لزيادة مظاهر العنف والتمييز بسبب اختلاف الرأي أو الانتماء.. وحقوق وكرامة الإنسان غير قابلة للتنا
أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي عن قلقه المتزايد حول تصاعد تعميم الإيديولوجيات المتطرفة في الخطابين السياسي والإعلامي في المنطقة العربية، موضحا أنها "ظاهرة لابد من محاربتها".
وقال في بيان أصدره اليوم بمناسبة الذكرى السادسة لإحياء اليوم العربي لحقوق الإنسان تحت شعار " وطن عربي خال من التمييز ":إنه من المؤسف أن نشهد اليوم في المنطقة العربية ازدياد مظاهر العنف والتمييز الموجه ضد أفراد أو مجموعات لمجرد اختلافهم في الرأي أو الانتماء".
وأضاف إن ظاهرة التمييز لا تنحصر فقط على منطقتنا العربية.. فما نشهده حتى يومنا هذا من انتهاك صارخ لحقوق الشعب الفلسطيني الصامدً تحت احتلال ينتهك فيه حقوق أبنائه وحرمة أراضيه بشكل متزايد وممنهج لما يزيد عن 60 عاما، في ظل صمت دولي، إنما هو مؤشر لنظام أخلاقي دولي مشوه قائم على أساس التمييز بسبب العرق وعدم احترام سيادة القانون".
وأشار إلى أن المنطقة شهدت عددًا من الأزمات والصراعات المتصلة بالتمييز، والتي تصاعدت وتيرتها في عدد من الدول العربية وعلى سبيل المثال وليس الحصر سوريا، والتي يدفع ثمنها الشعب السوري يوميا بغض النظر عن انتماءاته السياسية.
وتابع العربي: "نحن بحاجة أن نذكر أنفسنا ونذكر العالم بمبادئ الكرامة الإنسانية والحقوق غير القابلة للتنازل.. ونحن بحاجة إلى إنسانية جديدة تقوم على تقبل الأخر واحترام حقوقه الأساسية واستيعابه".
وطالب بضرورة العمل على تثمين حياة الإنسان واحترام كرامته، دون أي تمييز على أساس النوع، أو العرق، أو الدين، أو المعتقد، أو الايدولوجية أو الانتماء السياسي، معتبرا أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي تنعم بها المجتمعات بحياة كريمة وعادلة.
وشدد العربي على أهمية أن نتحمل جميعا مسئولية دعم ونشر القيم المجتمعية التي تشجع على احترام الآخر والعمل معا لإيجاد حلول للتعايش السلمي، ونبذ العنف والكراهية.
وأكد أن حرية التعبير شرط مسبق وأساسي لتنمية المجتمعات، وأن النقاش المفتوح الهادف إلى تعزيز التفاهم المتبادل وتقبل الأخر يتطلب وسائل إعلام حرة ومستقلة غير منحازة.
وأشار إلى أن الميثاق العربي لحقوق الإنسان كفل حق كل فرد في التمتع بالحقوق والحريات الواردة فيه، دون أي تمييز بسبب العرق أو اللون أو الجنس، أو اللغة أو المعتقد الديني، أو الرأي، أو الفكر، أو الأصل الوطني، أو الاجتماعي، أو الثروة، أو الميلاد، أو الإعاقة البدنية أو العقلية، وهذه الحقوق لا تقتصر فقط على الحق في المساواة أمام القانون والقضاء، أو الحق في المحاكمة العادلة، أو الحق في الحرية وفي الأمان، بل تمتد أيضا إلى ما هو أبعد من ذلك، فلكل فرد الحق في حرية الفكر والعقيدة والدين، والحق في حرية الممارسة السياسية وحرية تكوين الجمعيات مع الآخرين والانضمام إليها.
وقال العربي إن الكفاح ضد التمييز لايزال نضالا شبه يومي في عالمنا العربي على عدة أصعدة، في الوقت الذي يجب أن يكون المعيار بين الأشخاص قائم على أساس الجدارة والاستحقاق، مشيرا إلى أن التمييز ضد المرأة والفئات المهمشة يظل على رأس قائمة أنواع التمييز في عالمنا العربي" فلا يمكن إنكار حقيقة أننا ما زلنا أمام طريق طويل نحو تحرر الفرد العربي من جميع العوامل التي تقوض حريته وكرامته".
وأشار إلى أن "الحرب على الإرهاب" ألقت بظلالها السلبية أيضا على إعمال وحماية حقوق الإنسان"فلا يمكن الاختلاف على أن الحرية والكرامة لن تتحقق إلا في ظل تحقيق العدل والديمقراطية وسيادة القانون واستقلال القضاء".
وقال العربي "إننا نحتفل اليوم بالذكرى السادسة لإحياء اليوم العربي لحقوق الإنسان تحت شعار "وطن عربي خال من التمييز" والذي يتزامن مع تاريخ دخول الميثاق العربي لحقوق الإنسان حيز النفاذ، وهي مناسبة نعيد فيها التأكيد على أهمية احترام وحماية حقوق الإنسان في المنطقة العربية.
وأوضح أن أهمية هذا الشعار تأتي في ظل ما تشهده المنطقة العربية من تداعيات سياسية واجتماعية واقتصادية، أتاحت الفرصة أمام تفشي التمييز والتحيز دون رادع.