فيتو روسي في مجلس الأمن والقرم تستعد للاستفتاء
عشية الاستفتاء حول انضمام شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى روسيا، اتهمت أوكرانيا روسيا باجتياح عسكري لأراضيها وهددت بالرد بكل الوسائل.
كانت روسيا استخدمت الفيتو ضد مشروع قرار في مجلس الأمن ببطلان الاستفتاء.
أتم الزعماء الموالون لروسيا في شبه جزيرة القرم السبت (15 مارس 2014) الاستعدادات النهائية للاستفتاء المتوقع على نطاق واسع أن ينقل السيطرة على المنطقة المطلة على البحر الأسود من أوكرانيا إلى موسكو رغم انتقادات الغرب والتهديد بفرض عقوبات.
وقال رئيس وزراء القرم سيرجي أكسينوف الذي لم تعترف كييف بانتخابه في جلسة مغلقة للبرلمان الإقليمي إن هناك ما يكفي من قوات الأمن لتأمين عملية التصويت في الاستفتاء، وأضاف للصحفيين "أعتقد أن لدينا ما يكفي من القوات -أكثر من 10 آلاف من قوات الدفاع الذاتي وأكثر من 5 آلاف من وحدات مختلفة من وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية لجمهورية القرم".
في غضون ذلك استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يعلن بطلان الاستفتاء.
وبرر المندوب الروسي فيتالي تشوركين موقفه الرافض بالتأكيد من جديد أن السلطات الجديدة في كييف منبثقة من "انقلاب" أحدث "فراغا قانونيا" يستلزم إجراء هذا الاستفتاء، وشدد على أن روسيا "ستحترم رغبة شعب القرم"، من جانبه أكد المندوب الصيني من جديد أن بلاده "احترمت دائما سيادة وسلامة ووحدة أراضي الدول"، ودعا "كل الأطراف إلى التحلي بضبط النفس" مقترحا إنشاء "آلية تنسيق دولية لمحاولة إيجاد تسوية سياسية".
وخلال الاجتماعات الستة السابقة لمجلس الأمن بشأن الأزمة الأوكرانية أكدت بكين التمسك باثنين من مبادئ الدبلوماسية الصينية هما عدم التدخل واحترام سلامة ووحدة الأراضي التي يهددها الاستفتاء المقرر الأحد.
وكانت الصين قد امتنعت عن التصويت أيضا خلال أزمة مشابهة بين روسيا وجورجيا عام 2008.
روسيا أصبحت معزولة
من جانبها علقت المندوبة الأمريكية سامانتا باور بالقول: إن "روسيا تستطيع وضع الفيتو على مشروع القرار، إلا أنها لا تستطيع وضع الفيتو على الحقيقة"، مشيرة إلى المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة، وأشادت باور بـ"معارضة ساحقة للأعمال الخطيرة" التي تقوم بها موسكو والتي ستكون لها تبعات.
واعتبرت أن روسيا "معزولة، وهي وحيدة وعلى خطأ، فمنذ بداية هذه الأزمة وهي لا تذهب ضد القوانين فقط بل أيضا ضد الوقائع"، وكتب بن رودس مساعد مستشار الأمن القومي للرئيس باراك أوباما على موقع تويتر أن "روسيا معزولة تماما في المجلس: 13 صوتا مع القرار وحتى الصين امتنعت" عن التصويت.
واتهم حكام أوكرانيا الجدد "عملاء تابعين للكرملين" بإثارة أعمال عنف مميتة في شرق البلاد الذي تقطنه أغلبية ناطقة بالروسية وحثوا المواطنين هناك على عدم الرد على أي استفزازات تخشى كييف أن تستغلها موسكو لتبرير المزيد من عمليات التوغل بعد سيطرتها على القرم.
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إنها دفعت بطائرات وقوات مظلية للتصدي لمحاولة للقوات الروسية لدخول شريط طويل من الأراضي تابع لمنطقة متاخمة لشبه جزيرة القرم، أصدرت روسيا بيانا جديدا تقول فيه أنها مستعدة لحماية الأوكرانيين من متشددين قوميين قالت أنهم يهددون المدن الشرقية.
أوكرانيا تتهم روسيا باجتياح أراضيها
اتهمت أوكرانيا السبت روسيا بـ"اجتياح عسكري" لأراضيها وهددت بالرد "بكل الوسائل" بعد عملية مجوقلة خارج حدود القرم، وذلك عشية استفتاء حول انضمام شبه الجزيرة الأوكرانية إلى روسيا، وجاءت اتهامات كييف بعد وصول عشرات من الجنود ومروحيات وآليات مدرعة إلى قرية في شمال الحدود الإدارية الفاصلة بين القرم وباقي مناطق أوكرانيا. وهذا الموقع ليس الأول الذي تحتله القوات الروسية خارج القرم، كما أنه لا يكتسي أهمية عسكرية كبيرة، لكن هذا التدبير يثير استياء الأوكرانيين في ظل موقف روسي محير يؤكد من جهة أنه لا يرغب في "اجتياح" أوكرانيا ويتحدث من جهة أخرى عن تلقيه نداءات من مواطنين أوكرانيين يطلبون "حماية" موسكو.
وسارعت واشنطن إلى الرد على هذا التطور الجديد، وقالت سفيرتها في الأمم المتحدة السبت إن أي تقدم روسي في جنوب أوكرانيا "سيكون تصعيدا خطيرا"، وفي القرم حيث ستفتح مراكز الاقتراع أبوابها صباح الأحد، دعي مليون ونصف مليون من سكان شبه الجزيرة إلى الاختيار بين الانضمام إلى روسيا أو البقاء في أوكرانيا، وستعلن النتائج الأولى لهذا الاستفتاء الذي سيجري وسط انتشار كثيف لعناصر الجيش الروسي بعد إغلاق صناديق الاقتراع.
ع.ش/ أ.ح (رويترز، أ ف ب)
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل