رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. قصة «بثينة» التي أنقذتها الجرائد من وحش «الوحدة».. «الجورنالجية» عملت بالمهنة لترحم نفسها من مهانة السؤال.. غرست في قلبَي بنتيها الرحمة والحنان.. و«سوسن وسل

فيتو

"أخبار.. أهرام.. جمهورية"، هكذا تتواصل مع المارة لتبيع بضاعتها، صورتها حُفرت في ذاكرة المارة فهى دائمًا ترتدى عباءة سوداء وتختار غطاء لرأسها من اللون ذاته، تجلس صباح كل يوم بجوار محطة المترو وتقضي يومها على الرصيف تتأمل وجوه المارة حتى ترى بينهم من يشبه أبناءها في الملامح فتدعو له بالستر والتوفيق، مثل أي أم مصرية حلمت بولد يحمل همومها عند الكبر.


«بثينة محمود»، سيدة في الأربعين من عمرها، ولكن همها ضاعف سنواتها وترك التجاعيد تذكارًا لأيام الشقاء ومعاناة حقيقة تعيشها منذ خمسة أعوام، كانت بدايتها تحديدًا مع رحيل زوجها، لذا عملت كبائعة جرائد لترحم نفسها من ذل الطلب ومهانة السؤال.

تروي بائعة الجرائد قصتها لـ"فيتو" فتقول: "لى بنتان هما سوسن وسلمى اللتان ظللت أرعاهما حتى أتممت رسالتي تجاههما وزوجتهما، ويوم زفافهما بكيت تارة من شدة الفرح وأخرى حزنا على حالى بعد فراقهما لأنني سأصبح وحيدة، خاصة أني أعاني من مرض السكري ودوما أتعرض لحالات إغماء متكررة".

وتدخل "بثينة" في نوبة بكاء حادة مرددة: "قضيت سنوات عمرى في تربية ابنتاي وحرصت على أن أغرس في قلبيهما الرحمة والحنان، ولكن طحنتهما صعوبات الحياة سعيا وراء لقمة العيش وتركاني بمفردي أعاني الحياة ووحدتي."

صاحبة البشرة السمراء كانت تقوم برعاية بنتيها قبل زواجهما وتعود في السادسة بعد غروب الشمس لتقضى احتياجاتهما، ولكن بعد أن تزوجا أصبحت تعود بعد منتصف الليل حتى لا تشعر بوحدتها بين جدران منزلها الذي صار كمدينة للأشباح.

وتضيف: "كل ما أخشاه أن ألقى ربي بمفردي دون أن يعلم أحد، وتظل جثتي أيامًا حتى تتعفن، أنا لم أجد من يرعاني، وقسوة القلب والإهمال هما مكافأة ابنتاي بعد رحلة العناء".
الجريدة الرسمية