رئيس التحرير
عصام كامل

الإندبندنت: سقوط الأسد بات بعيدا بعد ثلاث سنوات من الثورة

بشار الاسد
بشار الاسد

اهتمت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية بالذكرى السنوية الثالثة للثورة السورية، وتساءلت: لماذا أصبح سقوط الرئيس بشار الأسد بعيدا وكيف خسر الثوار السوريون وفشلوا في تحقيق آمالهم؟، ويرجع ذلك لدعم إيران وروسيا الذي لا يتزعزع للنظام السوري، ورغبة الغرب في عدم التدخل وانتشار الفوضى في فصائل المعارضة.

وقالت الصحيفة: إن الثورة العربية اندلعت في أوائل عام 2011 وبدا الأسد واثقا أن سوريا ستكون في مأمن من الاضطرابات وأثناء اجتماعه بحضور 10 سفراء أجانب في دمشق في فبراير من ذلك العام رفض أي تلميحات بأن الاضطرابات الثورية في مصر وتونس قد تنتشر إلى سوريا، وكانت لديه قناعة ومتجذرة أن سوريا أكثر استقرارا من الدول العربية الأخرى اعتقادا أن الأسد يحظى -نسبيًا- بشعبية، وأعطى انطباعا أن لديه قومية قوية لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل، وكان الفقر في سوريا بنسبة أقل من مصر واليمن، وبعد شهر من اجتماعه بالسفراء بدأت الاحتجاجات وتعاملت الحكومة السورية بعنف معهم، واعتبرتها محاولة لقلب نظام الدولة على غرار جماعة الإخوان في عامي 1979 – 1982 التي أبرمت بذبح 20 ألف شخص في حماة واعتبر الكثير أن رد فعل الحكومة مبالغ فيه لاحتجاجات المتمردين، وزعمت الحكومة أنها من البداية تواجه تمردا إسلاميا مسلحا ممولا من دول الخليج المتحالفة مع أجهزة الاستخبارات الغربية.

وترى الصحيفة أن رحيل الأسد بات أمرا مفروغا منه ولا يحدث شيء لرحيل الأسد، وأن ما حدث في ليبيا مع معمر القذافي صعب أن يتكرر في سوريا لتحالف روسيا معها، وكان عام 2012 عاما حاسما عندما استولى المتمردون على مساحات من الريف السوري وأخذوا أجزاء من دمشق وحلب ولكن بحلول نهاية العام سيطرت الحكومة السورية على الطرق الأكثر أهمية و14 محافظة سورية، وأصبح الوضع في نهاية 2012 واضحا أنه من الصعب أن يفوز الثوار على الأسد دون تدخل عسكر أجنبي على نطاق واسع.

وأشارت الصحيفة إلى الخلافات بين المتمردين السوريين بين الثوار المعتدلين والمتمردين المسلحين مثل جماعة داعش التي تنتمي لتنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق وجبهة النصرة التي أعلنت ولاءها للقاعدة ما أدى إلى ضعف المعارضة السورية التي تسعى لسقوط الأسد وبعث الأسد رسالة للعالم بأن من يحاربهم إرهابيون، فضلا عن دعم كل من قطر للجماعات الجهادية المسلحة ودعم المملكة العربية السعودية للثوار المعتدلين والتوترات بين بين البلدين وتأثيرهما على الحرب الأهلية السورية.

وأضافت الصحيفة أن البقاء على قيد الحياة على الأرض السورية لا يعد فوزا ومازال الأسد الحاكم لسوريا لأرض خراب ليس لديها موارد لتحقيق النصر الحاسم، وترى الولايات المتحدة والسعودية وتركيا أنه لا يوجد سبب لبقاء الأسد في السلطة مع عدم استعدادهم لخوض حرب طويلة.
الجريدة الرسمية