رئيس التحرير
عصام كامل

سجناء ولكن.. نيلسون مانديلا أمضى 27 عاما في السجن لتصديه لنظام الفصل العنصري وكان أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا.. نكروما انتخب كأول رئيس لـ "غانا" وكاسترو تحدى أمريكا بـ "النفط السوفيتى"

فيتو

"ليس عارًا مبيتنا في السجون إنما العار أن نبيت عبيدا".. هكذا أراد الشاعر أبوالطيب المتنبى، أن يمحي عن سجناء الحرية وتحرير الوطن من عبودية السلطات الحاكمة وصمة العار؛ لأنه شرف للزعماء والمناضلين الأحرار ممن تم سجنهم سواء من سلطات الاحتلال ببلادهم أو من قبل الحكم الديكتاتورى الفاشى.

السجن قد يكون نهاية لآمال وطموحات الكثيرين إلا أنه كان بداية لآخرين شهد التاريخ لنضالهم وكفاحهم ضد الديكتاتورية والاحتلال سواء بالوطن العربى أو بالعالم.

> كوامي نكروما
هو سياسي ومناضل ضدّ الاستعمار، وواحد من أبرز مؤسسي منظّمة الوحدة الأفريقيّة، وأوّل رئيس منتخب لدولة غانا المستقلّة.

ولد نكروما سنة 1910 ببلدة "نكروفول" الغانيّة في أسرة متواضعة وبدأ تعليمه في مدارس الإرساليات الكاثوليكية، ثم في كلية المعلمين بـ "أكرا" ومنها تخرج سنة 1931، واشتغل بالتدريس إلى سنة 1935، ثم سافر إلى جامعة لنكولن بالولايات المتحدة الأمريكيّة، حيث درس الاقتصاد وعلم الاجتماع والتربية، وفيها عمل أيضًا محاضرًا للعلوم السياسية، وعرف باهتمامه وقربه من الحركة الطلابية، وهذا ما أهّله ليكون رئيسًا لمنظمة الطلاب الأفارقة في الولايات المتحدة وكندا.

انتقل إلى إنجلترا سنة 1945، وتعرّف على مجموعة من المثقفين التقدّميّين وعاين عن كثب مبادئ حزب العمّال البريطاني وأساليب عمله وتنظيمه، قبل أن يعود مجدّدا إلى غانا بدعوة من حزب "مؤتمر ساحل الذهب المتّحد" ويتقلّد أمانته العامة، ولكنّ الخلاف حول إعادة هيكلة الحزب وتنظيمه دعاه إلى مغادرته وتأسيس حزب جديد سمّاه "حزب مؤتمر الشعب" سنة 1949، وكان هدفه الرئيس المعلن تحقيق استقلال غانا، وسرعان ما اتسعت قاعدة حزبه وكثر أنصاره، فهدّد سلطات الاحتلال البريطانيّة بالإضراب العام، إن هي لم تعترف باستقلال بلاده، وفي يناير 1950، تم القبض على نكروما ورفاقه وحكم عليهم بالسجن ثلاث سنوات وأعتبر الحاكم العام البريطاني نكروما المحرض الأول للإضرابات غير الشرعية، ولكن المقاومة استمرت لتضطر بريطانيا لإجراء انتخابات عامة في البلاد 8 فبراير 1951 شارك فيها نكروما من سجنه وفاز حزبه بعد أن حصل على 95 % من المقاعد، فوجد الحاكم البريطاني السير "تشارلز نوبل اردن كلارك" نفسه مجبرًا على إطلاق سراحه لكونه بات عضوًا منتخبًا في البرلمان وطلب منه تشكيل الحكومة.

أصبح نكروما الزعيم الأوحد والمخلص لشعبه من الاستعمار ثم اختير رئيسًا للوزراء في شهر مارس 1952، ليدخل في مفاوضات صعبة مع البريطانيّين انتهت بوضع دستور سنة 1954، والذي قضي بأن يكون جميع الوزراء أفارقة وجرت انتخابات احتكمت إلى هذا الدستور الجديد وفاز حزب نكروما مرّة أخرى بالأغلبية، وتواصلت المطالبة بالاستقلال إلى حدود سنة 1957 حين اعترفت بريطانيا به رسميا، وعام 1960 تم إجراء استفتاء شعبي، أعلن إثره عن جمهورية غانا جمهوريّة مستقلّة وانتخاب نكروما أوّل رئيس لها.

واجه نكروما عددًا من المعارضين لأفكاره وتوجهاته في رئاسة البلاد فقام الجيش بانقلاب واستولى على السلطة عندما كان نكروما في زيارة لفيتنام فأطاح به الجيش في عام 1966، فاضطر أن يلجأ إلى غينيا وقابله رئيسها أحمد سيكوتوري بالحفاوة والترحاب حتى أنه قام بإعطائه منصب رئيس الجمهورية فخريًا ومن غينيا بدأ سيكيورتي يحفز الشعب الغاني من أجل الانقلاب على النظام العسكري والمطالبة بعودة نكروما للحكم مرة أخرى.

وبالفعل مرت البلاد بعد ذلك بمرحلة من التدهور وعدم الاستقرار وجاءت المطالبات بعودة نكروما مرة أخرى إلى سدة الحكم وذلك نظرًا لإنجازاته العديدة التي قام بها في البلاد أثناء فترة حكمه لها، لكن القدر لم يمهله كثيرًا لكي يسترد حكمه مرة أخرى وسيطر عليه المرض وتوفي في رومانيا في 27 إبريل عام 1972م ودفن أولًا في غينيا ثم تم نقل جثمانه ليدفن بموطنه غانا.

>أحمد بن بلة
ولد أحمد بن بلة، المعروف عربيا باسم "بن بيللا" في مدينة مغنية الحدودية مع المغرب، وواصل تعليمه الثانوي بمدينة تلمسان، وكان أحد أبرز رجالات الثورة الجزائرية، انضم في مطلع شبابه إلى الحركة الوطنية باشتراكه في حزب الشعب الجزائري وحركة انتصار الحريات الديمقراطية، حيث انتخب سنة 1947 مستشارًا لبلدية مغنية، أصبح بعدها مسئولًا على المنظمة الخاصة، حيث شارك في عملية مهاجمة مكتب بريد وهران عام 1949 بمشاركة حسين آيت أحمد.

وقد ألقي القبض عليه سنة 1950 بالجزائر العاصمة وحكم عليه بعد سنتين بسبع سنوات سجنا، قبل أن يهرب من السجن سنة 1952 ليلتحق في القاهرة بكل من حسين آيت أحمد ومحمد خيضر، حيث أسهم فيما بعد في تكوين الوفد الخارجي لجبهة التحرير الوطني، اعتبر بن بيلا واحدًا من المجموعة الصغيرة التي أطلقت شرارة الثورة على فرنسا.

وقبض عليه مرة أخرى سنة 1956 خلال عملية نفذها الطيران العسكري الفرنسي ضد الطائرة التي كانت تنقله من المغرب إلى تونس وتم خطفه وبرفقته أربعة قادة آخرون من جبهة التحرير الوطني، وتم اقتياده إلى سجن فرنسي وبقي معتقلًا فيه هو ورفقاؤه حتى إعلان الاستقلال يوم 5 يوليو 1962.

بعد استقلال الجزائر وفي 27 سبتمبر 1962، عين بن بيلا رئيس المجلس الوطني للثورة الجزائرية ورئيس الحكومة، وفي الخامس عشر من سبتمبر 1963 انتخب رئيسًا للجمهورية ورئيسًا للحكومة، وأصبح بذلك أول رئيس للجزائر بعد استقلالها.

> فيدل أليخاندرو كاسترو
ولد فيدال أليخاندرو كاسترو روز 13 أغسطس 1926 لأسرة ثرية وتلقى تعليمه في المدارس الكاثوليكية في البداية وكان مُجدَّا في دراسته ومنح لقب أفضل رياضي وهو شاب عام 1944، ثم تخرج في جامعة هافانا عام 1950 بعد حصوله على درجة الدكتوراه في القانون.

تحرك كاسترو عسكريًا مع ما يقارب من 80 رجلًا في 2 ديسمبر 1956 واستطاع 40 من مجموع الـ 80 رجلًا الانسحاب إلى الجبال، بعد أن تعرضوا لهجوم غير متوقع من جيش باتيستا عند روهم على الشاطئ ودخولهم كوبا، وعمل على ترتيب صفوفه وشن حرب عصابات من الجبال على الحكومة الكوبية.

وبتأييد شعبي، وانضمام رجال القوات المسلحة الكوبية إلى صفوفه، استطاع كاسترو أن يشكل ضغطًا على حكومة هافانا، مما اضطر رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية إلى الهرب من العاصمة في 1 يناير 1959، إثر إضراب عام وشامل جاء تلبية لخطاب فيديل كاسترو، ثم دخلت قواته إلى العاصمة "هافانا" بقيادة ارنستو تشي جيفارا وأصبح "كاسترو" رئيسًا للبلاد.

بدأ كاسترو خلافه مع الولايات المتحدة عندما أمم بعض الشركات الأمريكية العاملة في كوبا، وفي عام 1960 بدأ يشتري النفط من الاتحاد السوفيتي لسد احتياجات السوق المحلية، بعد قطعه العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة.

وفي أبريل 1961 قادت الولايات المتحدة محاولة فاشلة لإسقاط حكومة كاسترو بتجنيدها جيشًا خاصًا من المنفيين الكوبيين لغزو الجزيرة، وفي خليج الخنازير مني الغزاة بهزيمة منكرة وقتلت القوات الكوبية كثيرا منهم وأسرت ألفًا آخرين.

> ديلما فانا روسيف
ولدت ديلما فانا روسيف في 14 ديسمبر 1947 في ولاية ميناس جيرايس لأسرة تنتمي للطبقة المتوسطة لأب مهاجر بلغاري وأم برازيلية.

وهى أول سجينة تسير على الطريق من السجن إلى الرئاسة، وإن فصلت بينهما فترة حياة حرة خارج السجن بفضل أستاذها الرئيس الذي تسلمت منه سلطات الرئاسة، كما أنها أول سيدة تتقلد منصب رئيسة الجمهورية في بلدها.
وتميزت حياتها المهنية بأنشطتها المناوئة للديكتاتورية العسكرية في الفترة بين 1964 و1985 وبالعمل في مجال الخدمة العامة منذ استعادة الديمقراطية بالبلاد.

في مطلع السبعينيات أودعت روسيف السجن وتم تعذيبها بالكهرباء وإغراقها في الماء لمدة 22 يومًا بتهمة التحريض ضد العسكر ولم تتراجع عن مواقفها فقضت مدة ثلاث سنوات في السجن.

في أواخر عهد النظام العسكري، ناضلت روسيف من أجل الحصول على عفو للمواطنين الذين كانوا قد فقدوا حقوقهم المدنية واضطهدتهم الحكومة، وشاركت في تأسيس حزب العمل الديمقراطي في جنوب البرازيل.

وبعد دراستها لعلم الاقتصاد، شغلت روسيف في أواخر الثمانينيات منصب سكرتيرة المعادن والطاقة في حكومة ريو غراندى دو سول، والتي ذاع من خلالها صيتها من جميع أنحاء البلاد، ومع انضمامها إلى حزب العمال منذ عام 2001، تولت روسيف منصب وزيرة الطاقة خلال الفترة الأولى لولاية الرئيس لولا دا سيلفا التي بدأت في يناير 2003، وفي يونيو 2005 تبوأت روسيف منصب رئيسة ديوان رئيس الجمهورية.

واختار الرئيس البرازيلي "لولا دا سيلفا" بنفسه روسيف لتخلفه، وفازت بنسبة 58% من إجمالي الأصوات مقابل حصول منافسها مرشح الحزب الديمقراطي الاشتراكي البرازيلي المعارض جوزيه سيرا على نحو 44% من الأصوات في الجولة الثانية وتسلمت منصب رئيس البرازيل رسميا في الأول من يناير 2011، لتتولى بذلك قيادة ثامن أقوى اقتصاد في العالم بعد سنوات من مكافحة الاستبداد العسكري ومعاناة المعتقل ومحنة الطلاق مرتين.


>> نيلسون مانديلا
قاد ثورة كفاح شعب جنوب أفريقيا، في عام 1962 ألقي القبض عليه بتهمة مغادرة البلاد بطريقة غير قانونية، والتحريض على الإضرابات وأعمال العنف.

تولى الدفاع عن نفسه، ولكن المحكمة أدانته وحكمت عليه بالسجن مدة 5 سنوات، وخلال سنوات سجنه، أصبح النداء بتحرير مانديلا من السجن رمزا لرفض سياسة التمييز العنصري.

وتم الإفراج عنه بعد أن أمضى 27 عاما في السجن لتصديه لنظام الفصل العنصري، وذلك في 11 فبراير 1990 ليعلن بعدها وقف الصراع المسلح ويبدأ سلسلة مفاوضات أدت إلى إقرار دستور جديد في البرلمان في نهاية 1993.

أجريت أولى الانتخابات الرئاسية في 27 أبريل 1994 وأدت إلى فوز مانديلا، وشغل منصب رئاسة المجلس الإفريقي من 1991 حتى 1997، وأصبح أول رئيس إفريقي لجنوب أفريقيا من 1994 حتى 2000.

وخلال فترة حكمه شهدت جنوب أفريقيا انتقالًا كبيرًا من حكم الأقلية إلى حكم الأغلبية.


>> المصادر
السياسي. كوم
موقع (مؤنون بلاحدود)*
الجزيرة.نت
ويكيبديا
موقع هي
الجريدة الرسمية