رئيس التحرير
عصام كامل

رسالة إلى عدلي رجل العدل

عدلي منصور الرئيس
عدلي منصور الرئيس المؤقت

سيادة الرئيس يا رجل العدالة، يا رئيس المحكمة الدستورية العليا، إذا لم تكن أنت من يعرف معني العدل فمن يعرفه.....إذا لم تكن أنت من يطبق العدل فمن يطبقه.. إذا لم تكن أنت من يحافظ على الحقوق بكل شفافية ونزاهة فمن يحافظ عليها..

اسمح لابنه من أبناء الوطن أن تعاتب وتلوم بقدر عشقها لأرض هذا الوطن اسمح لي أن أبعث إليك برسالة أشكو إليك.. فلم أكن أتوقع أو أتخيل أن ما صدقناه وحلمنا به قد يكون وهما أو قد يكون مجرد سراب وتغيير وجوه وتبديل مواقع فقط..

أن تحكم يعني أن تكون قادرا على تسيير كافة أمور المنظومة التي تحكمها بالعدل، سواء على المستويات الصغري، بدءا من الأسرة، إلى أعلي مستوياتها وهي الدولة. فالعدل أساس الملك هكذا قال ربنا ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ وهكذا تعلمنا..

أن العدل كلمة تحمل برغم حروفها القليلة العديد من المعاني والصفات فالعدل هو الحيادية والنزاهة والأمانة وإعطاء كل ذي حق حقه..

ومن أجل أن نحكم يجب أن نحتكم إلى ضمير عادل فمن أهم دعائم السعادة، التي ينشدها البشر في حياتهم، أن يطمئنوا على حقوقهم وممتلكاتهم، وأن يستقر العدل فيما بينهم، وإلاّ فلا يعرف على وجه الأرض شيء أبعث للشقاء والدّمار، وأنفى للهدوء والاستقرار بين الأفراد والجماعات، من غياب العدالة وسلب الحقوق..

أن سياسة الإقصاء والانتقاء بدون معايير واضحة لا تليق بمن يحكم مصر بعد ثورة شعب قام وانتفض ضد إقصاء مدعين الدين ومحاولتهم تقسيم الشعب....شعب خرج في 30 يونيو ليقول لسياسة الانتقاء وتقديم أهل الثقة والمطبلاتية لامكان لك على أرض مصر.....شعب لا يرضي ولن يرضي أبدا أن يحكم فيه من أراد له التفكك والتحزب..

سيادة الرئيس إنني ألوم عليك انتقاء من يجلسون معك على مائدة الحوار بصورة لا تمت لشعب مصر بصلة فانتم تختارون وجوها غير مقبولة وليس لها أي تأثير على الشارع المصري وليس لها وجود بين الشعب الحقيقي في حواري وطرقات وجنبات الوطن الغالي..

أن الشعب لن يرضي أبدا أن يتحكم في مصيره نخبة لا تعمل إلا لمصالحها الشخصية وتوجهاتها الفكرية ولا يريدون إلا الظهور والوقوف في مقدمة المشهد دون أدنى اعتبار لمتطلبات الشعب ورغباته الحقيقية..

واذا اعتبرنا أن الأحزاب السياسية في مصر هي أحد وجوه القيادات السياسية التي تتعدد وتضم الكثير ممن ليس لهم وجود على الفضائيات ولا ينتمون إلى حركات وائتلافات وجبهات.....الخ..

فعندما يكون هناك حوار وطني، أي مصري، أي شعبي، أي يخص شعب مصر......
يجب أن يدعي إليه كافة الأحزاب والوجوه السياسية والشعبية والقيادات وحتى إن وصلت إلى شيوخ الحارات لا أن ننتقي اثني عشر وجها تليفزيونيا ممن شاركوا في كثير من إخفاقات السنوات الثلاث الماضية. 
هناك اثنان وتسعون حزبا في مصر....من ذا الذي اختصرهم وقلصهم ودعا منهم اثني عشر....ومن الذي قرر أن هذة الاثني عشر حزبا هي الأحزاب التي تحرك الشارع المصري وعلي أي أساس تم هذا القرار.
من ذا الذي لم يفكر في القيادات ذات الصوت المسموع للشعب والأسماء المستحبة عنده واختار مجموعة ممن ليس لهم صلة بهموم المصريين....
إنني هنا لا أتحدث عن موقف معين أو قانون محدد تتم دراسته أو حتى مجموعة محددة تم دعوتها إنني أتحدث عن مبدأ......يجب أن يدعي في أي حوار وطني أو أي مائدة مفاوضات تخص الشأن المصري جميع المدرج بياناتهم كأحزاب....جميع من هم معروف أسمائهم كقيادات سياسية....جميع من لديهم القدرة على تحريك الشارع المصري.....حتى وإن لم يكونوا على هوي من يرسل الدعوات أو حتى من المعارضين مادامت لم تتلطخ أيديهم بدماء المصريين ولم يساهموا في تغييب عقولهم أو التحكم في أقواتهم.....وبعدها يحضر من يحضر ولا يحضر من لا يريد.لا أن ينتقي الأصدقاء والأحباب ويكون الاختيار بدون أسس أو معايير....ومن يفعل ذلك فحسابه عليك فأنت للبيت ربا وفي الدولة حكما....وإذا لم يحاسب فأنت أمام ربك وشعبك مسئولا..
إنني أخاطب في سيادتكم رجل العدالة وأتحدث إلى ضمير مستيقظ وأهمس إلى قلب الوطني المحب لوطنه
اجعل من فترة حكمك مثالا يحتذي به في العدالة والحيادية ولا تتركنا في يد من أراد بمصر سوءا وتقسيما وتفككا وتحزيبا...إننا لن نرضي بالعدل بديلا ولن نرضي أبدا بهذه الوجوه للطريق دليلا.
هذه شكوتي منك إليك.......سامحني أن أطالت أو حتى أخطأت........وإليك التحية والسلام عليك.
عاشت مصر الغالية عليا 
ابنة الغالية مصر
ايمان زيدان 

الجريدة الرسمية